للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ} (١) .

وقال: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ} (٢) .

وقال: {قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (٣) .

ومن العجب: قول بعض من ينسب إلى علم ودين: إن طلبهم من المقبورين والغائبين ليس دعاء لهم بل هو نداء!!

أفلا يستحي (٤) هذا القائل من الله إذا لم يستح / من الناس: من هذه الدعوى الفاسدة السامجة (٥) ، التي يروج بها على رعاع الناس, والله سبحانه قد سمى الدعاء: نداء في قوله تعالى: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا} (٦) وقوله: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (٧) .

وأي فرق بين ما إذا سأل العبد ربه حاجة, وبين ما إذا طلبها من غيره: ميت أو غائب؟! بأن الأول يسمى دعاء والثاني نداء!!.

ما (٨) أسمج هذا القول وأقبحه، وهو قول يستحيا (٩) من حكايته؛ لولا أنه يروج على الجهال, لا (١٠) سيما إذا سمعوه ممن يعتقدون علمه


(١) سورة الأنعام الآيتان ٤٠, ٤١.
(٢) سورة الإسراء آية ٦٧.
(٣) سورة الأنعام آية ٦٣.
(٤) (ع) : يستحيي.
(٥) (ع) :والسامجة (ط) : السمجة.
(٦) سورة مريم آية ٣.
(٧) سورة الأنبياء آية ٨٧.
(٨) (ط) : وما.
(٩) (ع) (ط) : يستحى.
(١٠) (ع) :ولا.

<<  <   >  >>