للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صورة كيان السيرة النبوية النقي البهي. يأتي على رأس هؤلاء المستشرق والقس الفرنسي الجنسية البلجيكي المولد هنري لامنس Henri Lammens (١٨٦٢م-١٩٣٧م) ، الذي استقر بلبنان وكان من أوائل علماء الجامعة اليسوعية ببيروت، له آراء متحاملة على الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم لَفَظَها بعضُ المستشرقين (١) قبل غيرهم من المسلمين، ويبدو أحيانا شتَّاماً لعَّاناً وليس باحثاً جاداً، فيصف الرسول عليه الصلاة والسلام بأبشع الأوصاف وأقبح ما يمكن أن يظهره الحقد والكراهية حتى لكأننا نسمع أسلوب رهبان القرون الوسطى الذين لم يكن في جعبتهم سوى السبِّ والشتم.

كما انتقص من أمهات المؤمنين وبخاصة عائشة رضي الله عنها التي اتهمها بالتآمر لاستخلاف أبيها مسوِّغاً دعواه بروايات ترمي إلى عكس ما يرمي إليه ساعيا إلى لي أعناقها وتحريف مضامينها لبلوغ النتائج التي يهدف من ورائها إلى تأكيد أن عائشة رضي الله عنها أرادت أن تمكن لأبيها بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لمصلحة أبيها (٢) . وبينما ينتقص لامنس من أعلام المسلمين نجده يذكر المرتدين والمنافقين في صورة أحرار عمالقة وطنيين وينتصر لبني أمية ضد بني هاشم، وقد أثار عليه حفيظة الفرنسي كازانوفا ووصفه بالتطرف في كتابه "مهد ونهاية العالم" قائلا: يحق لنا أن نعجب أشد العجب من كاهن كاثوليكي مثل الأب لامنس يتطوع للدفاع عن أولئك الطغاة الدنيويين


(١) من ذلك ما قاله المستشرق الفرنسي لوي ماسنيون L Massignon في حقه:"ما كان سَيُبقي لامنس من الأناجيل لو طبَّق عليها منهجه النقدي الذي مارسه على القرآن".
(٢) انظر كتابه "عائشة"الفصل الثالث ص ١٤٣ وما بعدها.

<<  <   >  >>