للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويتوصل إلى نتائج واضحة، وقد انتقد من لدن بعض المستشرقين بأنه بالغ في الوثوق بمصادر السيرة النبوية المعتمدة" (١) .

وبالرغم من أن الكتابين لهما أهميتهما في مجال التأليف في السيرة النبوية في البحث الاستشراقي إلا أن دائرة الموضوعية التي تعهد واط في مقدمة كتابه الأول بأنه سيلتزم بها تبقى مفتوحة للنقاش، ذلك أن الرجل مهما حاول أن يعتمد منهجا مغايرا لما اعتمده زملاؤه يعتبر أقرب إلى الموضوعية، إلا أنه ارتطم واصطدم في كثير من الأحيان بالمسلمات والبدهيات التي نؤمن بها في حقل السيرة النبوية. ومهما بدت منطلقاته في البحث والتحليل سليمة –إلى حد ما- "عدم اعتماد الافتراضات السابقة مثلا" فإن استنتاجاته التي توصل إليها لا تتوافق مع وقائع ومعطيات السيرة الحقيقية.

يقول الدكتور عماد الدين خليل: "يبدو واط على مستوى تقنية البحث متفوقا بمعنى الكلمة، وهو يمتلك أداة البحث ومستلزماته، ويعتمد أسلوبا نقديا مقارنا يثير الإعجاب، وقد تمكن بواسطته من تحقيق عدد من النتائج القيمة على مستوى السيرة، وإن كان يلح أحيانا في نزعته النقدية، الأمر الذي قاده إلى عملية "نفي" واسع النطاق لمساحات من حقائق السيرة المتعارف عليها" (٢) .

إن واط وهو يبالغ في نزعته النقدية يميل في كثير من الأحيان إلى الأخذ بمنهج إسقاط الرؤية والمواضعات المعاصرة على أحداث السيرة ونفي المرويات الصحيحة أو إثارة الشكوك حولها، فضلا عن النزوع أحيانا إلى الأخذ بفكرة التأثير النصراني أو اليهودي في صياغة وقائع السيرة النبوية.


(١) Rodinson: Bilan, p.
(٢) مناهج المستشرقين في الدراسات العربية الإسلامية الرياض ١٩٨٥م ج١ ص ١٤٧ ونحيل على هذه الدراسة المفيدة للاطلاع على تفاصيل منهج واط في كتابيه.

<<  <   >  >>