للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[الباب الرابع: البشارات بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل]

نورد فيه بينات من كتب العهدين، أعني من التوراة والإنجيل على أن نبينا الأعظم محمداً صلى الله عليه وسلم هو النبي الموعود به أيضاً والمشار إليه، والمنبأ عنه [من الأنبياء] كعيسى عليه السلام، بالأدلة الواضحة والبراهين المتينة كما قد تراها صريحة ١.


١ البشارة بالنبي عليه الصلاة والسلام واضحة في التوراة والإنجيل، وقد بين الله تعالى ذلك في القرآن الكريم، وبينه رسوله عليه الصلاة والسلام في السنة المطهرة في نصوص عديدة. نذكر منها: قوله تعالى {النبي الأميّ الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات} الأعراف (١٥٧) . وقوله تعالى {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} البقرة (٨٩) ، وقوله تعالى {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} البقرة (١٤٦) ، وقوله تعالى {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} الصف (٦) .
ومن الأحاديث: حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني عبد الله لخاتم النبيين، وإن آدم عليه السلام لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين ترين". حم٤/١٢٧. وعن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال: "يا نبي الله ما كان أول بدء أمرك؟ قال: دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي كأنه يخرج منها نور أضاءت منها قصور الشام". حم ٥/٢٦٢. وهذه البشارات الواردة في التوراة والإنجيل، قد كتب فيها العلماء، فمنهم: "ابن ربن الطبري" صاحب كتاب" الدين والدولة"، و"المهتدي السموأل" في" إفحام اليهود"، و"الجعفري" في" تخجيل من حرف الإنجيل"، و"شيخ الإسلام ابن تيمية" في" الجواب الصحيح"، و"عبد الأحد داود" في"محمد صلى الله عليه وسلم في الكتاب المقدس"، و"الشيخ رحمة الله الهندي" في "إظهار الحق"، و" أحمد حجازي السقا" في"البشارة بنبي الإسلام في التوراة والإنجيل".وغيرهم كثير، اهتموا بإبراز البشارة بالنبي عليه الصلاة والسلام، وشهدوا بأن التوراة والإنجيل قد جاءت فيهما بشارات كثيرة بالنبي صلى الله عليه وسلم.

<<  <   >  >>