للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[الباب الأول: الرد على النصارى في دعوة ألوهية المسيح عليه السلام]

...

الباب الأول: الرد على النصارى في دعوى ألوهية المسيح عليه السلام

[يفيد] ١ أن سيدنا عيسىعليه السلام ليس هو [بإله] ٢ حقيقي بالذات، وغير مساوٍ لله تعالى في الجوهر، وأن تسميته إلهاً هو نعت ووصف٣ كحسب عادة كتب العهدين؛ أعني: التوراة والإنجيل، اللذين كانا يسميان أشراف الشعب وأكابرهم آلهة، فهو أي المسيح عليه السلام كان من أشراف الأنبياء وأفاضلهم، وكانت تحق له هذه التسمية بنوع خصوصي.

فأقول أولاً: إن هذا الاعتقاد الذي هو: أن سيدنا عيسى عليه السلام [إله] بالذات ومساوٍ لله تعالى في الجوهر ٤ هو بدعة حديثة مستجدة في الديانة النصرانية.

ثانيا: (إن هذا الرأي) لم يقبل عندما ابتدع [في الابتداء في] الجيل الرابع٥ عند (عموم) النصارى، الذين كانوا في تلك


١ في. ت "يفاد منه على أن" وصوابها ما أثبت من. د.
٢ في. ت "إله حقيقي" وصوابها ما أثبت من. د.
٣ في. ت "نعتاً ووصفاً" وصوابها ماأثبت من. د.
٤ أي أن ذات عيسى عليه السلام عند النصارى ذات إلهية لا فرق بينها وبين ذات الله وجوهره؛ إذ هما عندهم ذات واحدة غير منفصلة. انظر: أديان العالم ص ٢٨٠.
٥ يقصد القرن الرابع الميلادي، حيث عقد في ربعه الأول سنة ٣٢٥م في مدينة نيقية، المجمع المسكوني الأول للبحث في حقيقة المسيح عليه السلام، وقد خرجوا بقرار يقضي بأن المسيح إله من جوهر الله، أي مساو لله تعالى في جوهره-تعالى الله عن قولهم- انظر: مجموعة الشرع الكنسي ص٤٣، وتاريخ الفكر المسيحي ١/٦٣١.

<<  <   >  >>