للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الخاتمة]

بعد هذا العرض للحركة العلمية والتأليفية للسنة النبوية في القرن الخامس الهجري يمكن استخلاص النتائج الآتية:

أولاً: ازدهار الحركة العلمية في القرن الخامس الهجري وفي مجال السنة النبوية على وجه الخصوص، وأن من قلل شأن تلك الحركة العلمية وعدها في هذا القرن قاصرة على الجمع والتهذيب أو الترتيب لكتب السابقين؛ فإنه قد بخس أهل هذا القرن حقهم من الاجتهاد في ذلك.

ثانياً: رغم ما مرت به الأمة الإسلامية في هذا القرن من مراحل ضعف في الخلافة العباسية وتفرق الدولة إلى دويلات صغيرة إلا أن ذلك- وإن كان له أثرٌ لا يخفى- فإنه لم يُضعف همة العلماء في ذلك القرن في تحصيل علوم السنة النبوية ونشرها بين الطلاب تدريسا وتصنيفا.

ثالثاً: ظهر بوضوح ثراء هذا القرن من حيث التصنيف في السنة النبوية وعلومها؛ حيث ظهرت مصنفات كثيرة في أكثر أبواب السنة النبوية سواء كانت تأصيلا، أو تصحيحا وتعقبا، أو تكميلا.

رابعاً: تجلت بوضوح جهود الحافظ أبي بكر؛ أحمد بن ثابت الخطيب البغدادي في التصنيف في كثير من علوم السنة النبوية؛ حتى صدق فيه قول من قال: كل من جاء بعد الخطيب عيال على كتبه.

خامساً: حفل هذا القرن أيضاً بحافظ المغرب أبي عمر بن عبد البر النمري وهو بحق يمثل مدرسة للحديث في وقته في بلاد الغرب الإسلامي.

سادساً: أظهر البحث الحاجة الماسة إلى استقصاء جهود العلماء- في شتى المجالات وخاصة علوم الشريعة، وبالأخص علوم السنة النبوية- في القرون الماضية، وإبرازها على الحقيقة.

<<  <   >  >>