للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الجانب الحادي عشر: فقه السنة النبوية]

توطئة:

إنَّ أشرف العلم كما يقول الإمام علي بن المديني رحمه الله تعالى (ت٢٣٤هـ) : " الفقه في متون الأحاديث ومعرفة أحوال الرجال" (١) .

وإنَّ من مفاريد الإمام الحاكم النيسابوري - محمد بن عبد الله (ت٤٠٥هـ) – في ذكره "لأنواع علوم الحديث"، عَدَّه:"فقه السنة"، نوعاً مستقلاً برأسه من أنواعه، حيث وضعه في حَاقِّ (٢) موضعه منها، دالاًّ بذلك على منهجية عنده وتأصيل، وجِدَّة وتجديد.

فيقول رحمه الله تعالى في كتابه " معرفة علوم الحديث" (٣) تحت عنوان: "ذكر النوع العشرين من عِلْم الحديث ":

" النوع العشرون من هذا العلم بعد معرفة ما قدَّمنا من صحة الحديث إتقاناً ومعرفةً لا تقليدا ًوظناً: معرفة "فقه الحديث"، إذ هو ثمرة هذه العلوم، وبه قوام الشريعة ... ونحن ذاكرون بمشيئة الله في هذا الموضع "فقه الحديث" عن أهله، ليستدل بذلك على أنَّ أهل هذه الصنعة من تبحر فيها لا يجهل فقه الحديث، إذ هو نوع من أنواع هذا العلم ".

ثم شرع رحمه الله، بذكر أخبار أعلام فقهاء المحدثين وأقوالهم في ذلك إلى وقته، في فصل استغرق أكثر من عشرين صفحة.


(١) " منهاج السنة النبوية " لابن تيمية (٤ / ١١٥) وانظر: " المحدث الفاصل" للرامهرمزي ص ٣٢٠.
(٢) حاقّ كل شيء: وسطه.
(٣) ص ٦٣.

<<  <   >  >>