للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد كانوا يفعلون ذلك بالمحدث تجربة لحفظه وضبطه وصدقه، فربما لقنوه الخطأ كما فعلوا بالبخاري حين قدم بغداد)) (١)

وقال ابن الوزير: ((هو أن يلقن الشيء فيحدث به من غير أن يعلم أنه من حديثه)) (٢) .

وقال المعلمي اليماني: ((والتلقين هو أن يوقع الشيخ في الكذب ولا يبين، فان كان انما فعل ذلك امتحانا للشيخ وبين ذلك في المجلس لم يضره، وأما الشيخ فان قبل التلقين وكثر ذلك منه فانه يسقط)) (٣) .

وقال ابن حزم: ((من صح أنه قبل التلقين ولو مرة سقط حديثه كله؛ لأنه لم يتفقه في دين الله عز وجل ولا حفظ ما

سمع وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((نظر الله امرءا سمع منا حديثا حفظه حتى بلغه)) (٤) فانما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبول تبليغ الحافظ، والتلقين هو: أن يقول له القائل حدثك فلان بكذا ويسمي له من شاء من غير أن يسمعه منه فيقول: نعم، فهذا لا يخلو من أحد وجهين ولا بد من أحدهما ضرورة: اما


(١) النفح الشذي ١/٣٢٣. وأنظر امتحان البغداديين للبخاري في تأريخ بغداد ٢/٢٠-٢١.
(٢) تنقيح الأنظار مع توضيح الأفكار ٢/٢٥٧، وللسيوطي مثله في التدريب ١/٣٣٩.
(٣) التنكيل ١/٢٣٦.
(٤) أخرجه الشافعي في الرسالة (١١٠٢) ، والحميدي (٨٨) ، وأحمد ١/٤٣٦، وابن ماجه ١/٨٥ رقم (٢٣٢) والترمذي ٥/٣٣ رقم (٢٦٥٧) وأبو يعلى (٥١٢٦) ، وابن حبان (٦٦) ، والشاشي (٢٧٥) ، والرامهرمزي في المحدث الفاصل (٦) ، والحاكم في معرفة علوم الحديث ص٣٢٢، وأبو نعيم في الحلية ٧/٣٣١، والبيهقي في دلائل النبوة ١/٢٣، والخطيب في الكفاية ٢٩، وابن عبد البر في بيان جامع العلم ص٤٥، والبغوي (١١٢) كلهم من حديث عبد الله بن مسعود. وقال الترمذي: ((حسن صحيح)) .

<<  <   >  >>