للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا صريح في أن السجود من النقص يكون قبل السلام.

وخالف في ذلك جماعة من الفقهاء:

فذهب بعضهم الى أن السجود كله بعد السلام.

وروي هذا عن بعض السلف واليه ذهب أبو حنيفة (١) .

والحجة لهم:

١- ما صح عن زياد بن علاقة قال: ((صلى بنا المغيرة بن شعبة؛ فنهض في الركعتين؛ فسبح به من خلفه؛ فأشار اليهم: قوموا؛ فلما فرغ من صلاته وسلم، ثم سجد سجدتين للسهو؛ فلما انصرف، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع كما صنعت)) (٢)

قال الترمذي: ((هذا حديث حسن صحيح، وهو دليل على أن السجود من النقص يكون بعد السلام))

٢- ما صح عن أبي هريرة: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف من اثنتين فقال ذو اليدين: أقصرت الصلاة، أم نسيت يارسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصدق ذو اليدين؟ فقال الناس: نعم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى اثنتين أخريين، ثم سلم، ثم كبر فسجد ... الحديث (٣) .


(١) الهداية ١/٥١، بدائع الصنائع ١/١٧٢.
(٢) أخرجه الطيالسي (٦٩٥) ، وأحمد ٤/٢٤٧ و ٢٥٣ و ٢٥٤، والدارمي (١٥٠٩) ، والترمذي ٢/٢٠١ رقم (٣٦٥) ، وأبو داود ١/٢٧٢ رقم (١٠٣٦) و (١٠٣٧) ، وابن ماجه ١/٣٨١ رقم (١٢٠٨) ، والدارقطني ١/٣٧٨ و ٣٧٩، والبيهقي ٢/٣٤٣ من طريق قيس بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة.
(٣) أخرجه البخاري ١/١٨٣ رقم (٧١٤) و ٢/٨٦ رقم (١٢٢٨) و ٩/١٠٨ رقم (٧٢٥٠) ، ومسلم ٢/٨٦ رقم (٥٧٣) ، وأبو داود ١/٢٦٤ رقم (١٠٠٨) و (١٠٠٩) ، والترمذي ٢/٢٤٧ رقم (٣٩٩) ، والنسائي ٣/٢٢.

<<  <   >  >>