للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الرابع: الأدلة على فساد صناعتهم، وأنها ظنون كاذبة]

الفصل الرابع: الأدلة على فساد صناعتهم، وأنها ظنون كاذبة

...

[الفصل الرابع: الأدلة على فساد صناعتهم، وأنها ظنون كاذبة]

إن كل سبيل يطلب فيه الإنسان معرفة الغيب وكل دعوى يزعم فيها الإنسان أنه يشارك الله فيما استأثر به لنفسه لا بد وأن يعتمد على التمويهات والخداع التي يتقلبها عادة السذج من الناس. فإذا اقتنعوا بها نمقوها وزخرفوها، وزادوا وأنقضوا، وجادلوا وماروا فيكونون بهذا دعاة للباطل، وباعة للكذب والبهتان. فالمنجمون ودعاتهم من جنس هؤلاء. فقد سمعوا ظنونهم الكاذبة علماً، وتمويهاتهم وخداعهم أصلاً، وكذبهم وبهتانهم حكماً. وسأستعرض هنا –إن شاء الله- الأدلة على فساد صناعتهم. وسأبين أنهم يعتمدون على مجرد الظنون الكاذبة مما يدل على أن هذا العلم المزعوم لا حقيقة له، وأه ليس بعلم، بل هو كلام جعله هؤلاء على هيئة قوانين تهيئ الناس لقبول باطلهم، وسأقسم الأدلة التي تبين فساد صناعتهم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: الأدلة على فساد اعتقادهم بأن هذه الكواكب آلهة، أو أن لها تصرفاً في هذا الكون.

القسم الثاني: الأدلة على اعتقادهم أن لهذه الكواكب تأثيراً في هذا الكون.

القسم الثالث: الأدلة على فساد أحكام النجوم المزعومة، والتي تبين أن هذه الأحكام ظنون كاذبة.

القسم الأول: الأدلة على فساد اعتقادهم بأن هذه الكواكب آلهة، أو أن لها تصرفاً في هذا الكون: والأدلة على ذلك من المنقول والمعقول، فمن

<<  <   >  >>