للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثاني: تنزيه الأنبياء أن يكونوا منجمين]

الفصل الثاني: تنزيه الأنبياء أن يكونوا منجمين

...

[الفصل الثاني: تنزيه الأنبياء أن يكونوا منجمين]

إن هؤلاء المنجمين لم يعرفوا الأنبياء، ولا آمنوا بهم، وإنما هم عندهم بمنزلة أصحاب الرياضيات الذين خصوا بقوة الإدراك، وزكاة النفوس، وزكاة الأخلاق، ونصبوا أنفسهم لإصلاح الناس، وضبط أمورهم، ولا ريب أن هؤلاء أبعد الخلق عن الأنبياء وأتباعهم ومعرفتهم، ومعرفة مرسلهم، وما أرسلهم به، وهؤلاء في شأن والرسل في شأن آخر، بل هم ضدهم في علومهم وأعمالهم وهديهم وإرادتهم وطرائقهم وفي شأنهم كله، وكذلك نجد أتباع هؤلاء ضد أتباع الرسل في جميع أمورهم.

وما التنجيم والطلسمات والسحر إلا من صانع المشركين وأعمالهم. وما بعث الرسل إلا بالإنكار على هؤلاء ومحقهم ومحق علومهم وأعمالهم من الأرض١. ثم يأتي من هذا حاله ليؤيد الفاسد وعقيدته الشركية بقصص وحكايات ينسبها إلى أنبياء الله تعالى وصفوته من خلقه فيجعلهم من جملة من أرسلوا إليهم لنبذ عقائدهم فقد جعل هؤلاء علم أحكام النجوم المزعوم من علوم الأنبياء مستدلين٢ بما أورده الخطيب البغدادي٣ رحمه الله تعالى


١ "مفتاح دار السعادة": (٢/١٩٦-١٩٧) .
٢ استدل بأثر علي بن أبي طالب رضي الله عنه هذا ابن طاووس في "فرج المهموم": ص٢٢-٢٣.
٣ هو الإمام المفتي الحافظ المحدث أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي، نشأته ووفاته ببغداد، توفي سنة ثلاث وستين وأربعمائة. انظر: "تبيين كذب المفتري": ص٢٦٨-٢٧١، و"الكامل" لابن الأثير: (١٠/٦٨) ، "سير أعلام النبلاء": (١٨/٢٧٠) .

<<  <   >  >>