للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ - وممّا أخبر عنه النبيّ صلى الله عليه وسلم وتحقّق "افتراق الأمّة " بفعل الأهواء

فقد أخرج أبوداود في سننه من حديث أبي سفيان بن حرب يرفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم: ". . وإنّه سيخرج في أمّتي أقوام تجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه، لا يبقى عرق ولا مفصل إلا دخله" (١) ، وقد تمكّنت هذه الأهواء في الكثير من النفوس فجرت فيها مجرى الدم من العروق، وافترقت الأمّة إلى طرائق قدد، وكان الخوارج من أبرز من تنكّب عن الجماعة، فسعّروا الفتن وشغلوا الأمّة بفظاعاتهم واعتداءاتهم، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بخروجهم وبأنّ طائفة من المسلمين على الحقّ تقتلهم، يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: "تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلهم أولى الطائفتين بالحقّ" (٢) وسئل


(١) أوّل كتاب السنّة - باب شرح السنّة ٥/٥ - ٦حديث ٤٥٩٧.
(٢) فتح الباري ١٢/٣٠٩ وعزاه ابن حجر لمسلم من حديث أبي سعيد الخدريّ.

<<  <   >  >>