للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحركة الوهابية والفكر المعاصر]

ولكن ما معنى قول الدكتور بعد ذلك: "ثم ولت وجهها نحو الحضارة المعاصرة والفكر المعاصر" وماذا عسى أن تستفيده حركة دينية إصلاحية من الحضارة المعاصرة، وهي حركة قائمة على أسس مادية بحتة سواء كانت في الشرق أو في الغرب.

ثم ماذا عسى أن تستمده كذلك من الفكر المعاصر وهو فكر إلحادي يقوم على مبادئ دارون وسبنسر وشاخت وسارتر؟

ثم ماذا عسى أن يكون موقفها من ذلك الفكر وتلك الحضارة على ضوء الكتاب والسنة، إلا موقف الإنكار والاحتقار وبيان ما فيهما من سموم ناقعة، وتحذير المسلمين من الاغترار ببريقها.

ولست أدري كيف جمح الخيال بدكتورنا الفيلسوف حتى تصور دعاة الوهابية نخبة من الفلاسفة الكبار، فهو يطلب إليهم فوق نخلهم للآراء الإسلامية أن ينصبوا الموازين كذلك لفلسفات الغرب لتقويمها على ضوء الكتاب والسنة.

إن هذه الفلسفات والأفكار المعاصرة التي يطلب الدكتور من الحركة أن تولي وجهها شطرها، ليس فيها ما هو ذو قيمة فكرية حتى تستفيد منه الوهابية أو أية حركة إسلامية أخرى، فإن الإسلام أغنى من كل هذه الفلسفات في الناحية الفكرية أو النظرية، فلا يحتاج أبداً إلى ما عند الآخرين، بل هم الذين يحتاجون إلى ما عندنا إذا أراد تقويم أفكارهم أو تصحيحها.

<<  <   >  >>