للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال وهب بن منبه: لما أبتعت الله خليله إبراهيم - عليه السلام - ليبني البيت طلب الآس الأول الذي وضع أبو آدم في موضع الخيمة التي عزى الله تعالى بها آدم - عليه السلام - من خيام الجنة، حين وضعت له بمكة في موضع البيت، فلم يزل إبراهيم - عليه السلام - يحفر حتى وصل إلى القواعد التي أسس بنو أدم في زمانهم في موضع الخيمة، فلما وصل إليها أظل الله تعالى له مكان البيت بغمامة فكانت حفاف البيت الأول، ثم لم تزل راكدة على حفافه تظل إبراهيم - عليه السلام - وتهديه مكان القواعد حتى رفع إبراهيم - عليه السلام - القواعد قامة، ثم انكشطت الغمامة، فذلك قول الله عز وجل:) وإذْ بَوَّأْنا لإِبْراهِيمَ مَكانَ البَيْتِ (أي الغمامة التي ركدت على الحفاف ليهتدي بها إلى مكان القواعد، فلم يزل - والحمد لله - منذ يوم رفعه الله تعالى معموراً.

وقوله تعالى:) وتَرى المَلائكَةَ حافِّيْنَ من حَوْلِ العَرْشِ (أي محدقين بأحفته أي بجوانبه.

وقوله تعالى:) وحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ (أي جعلنا النخل مطيفة بأحفتهما.

والحفف والحفوف: عيش سوء؛ عن الأصمعي، وقلة مال، يقال: ما رئي عليهم حفف ولا ضفف: أي أثر عوز، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لم يبع من طعام إلا على حفف، ويروى: على ضفف، ويروى: على شظف. لثلاثة في معنى ضيق المعيشة وقلتها وغلظتها.

وجاء على حففه وحفه: أي أثره؛ مثل حفافه.

وفلان على حفف أمر: أي على ناحية منه.

وقال ابن عباد: الحفف من الرجال: القصير المقتدر الخلق.

والمحفة - بالكسر -: مركب من مراكب النساء كالهودج؛ إلا أنها لا تقبب كما تقبب الهوادج.

وحفة بالشيء يحفه كما يحف الهودج بالثياب، قال لبيد رضي الله عنه:

من كُلِّ مَحْفُوفِ ُيظِلُّ عَصِيَّهُ ... زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرَامُها

ويقال: الحفة: الكرامة التامة.

وقال أبو عبيد: ومن أمثالهم في القصد في المدح: من حفنا أو رفنا فليقتصد؛ أي من طاف بنا واعتنى بأمرنا وأكرمنا وخدمنا وحاطنا وتعطف علينا. وقال أبو عبيد: أي من مدحنا فلا يغلون في ذلك ولكن ليتكلم بالحق منه.

وفي مثل آخر: من حفنا أو رفنا فليترك. وقد كتب أصل المثل في تركيب.

ويقال: ما له حاف ولا راف، وذهب من كان يحفه ويرفه.

والحفاف: اللحم اللين أسفل اللهاة، يقال: يبس حفافه.

وحفتهم الحاجة: إذا كانوا محاويج، وهم قوم محفوفون.

وقلا أبن عباد: الحف سمكة بيضاء شاكة.

قال: ويقال للديك والدجاجة إذا زجرتهما: حف حف.

قال: والحفافة: حفافة التبن وألقت وهي بقيتهما.

وأحففته: ذكرته بالقبيح.

وأحففت رأسي: أي أبعدت عهده بالدهن.

وأحففت الفرس: إذا حملته على أن يكون له حفيف وهو دوي جوفه.

وحفف الرجل: جهد وقل ماله، من حفت الأرض: أي يبست، وفي حديث معاوية - رضي الله عنه -: أنه بلغه أن عبد الله بن جعفر - رضي الله عنهما - حفف وجهد من بذله وإعطائه؛ فكتب إليه يأمره بالقصد وينهاه عن السرف، وكتب إليه ببيتين من شعر الشماخ:

لَمَالُ المَرْءِ يُصْلِحُهُ فَيُغْني ... مَفَاقِرَهُ أعَزُّ من القُنُوْعِ

يَسُدُّ به نَوَائبَ تَعْتَرِيْهِ ... من الأيامِ كالنَّهَلِ الشُّرُوْعِ

وأحففت الثوب وحففته تحفيفاً: من الحف.

وحففوا حوله: مثل حفوا، وكذلك احتفوا.

وأحتفت المرأة وجهها من الشعر: مثل حفت.

وأحتففت النبت: جزرته.

وقال الليث: احتفت المرأة: إذا أمرت من تحف شعر وجهها تنقي بخيطين.

وأغار فلان على بني فلان على بني فلان فاستحف أموالهم: أي أخذها بأسرها.

وقال أبن دريد: الحفحفة: حفيف جناحي الطائر.

ويقال: سمعت حفحفة الضبع وخفخفتها، أي صوتها.

وقال ابن الأعرابي: حفحف: إذا ضاقت معيشته.

والتركيب يدل على ضرب من الصوت؛ وعلى إلطافة الشيء بالشيء؛ وعلى شدة في العي.

[حقف]

الحقف: المعوج من الرمل، والجمع: أحقاف وحقاف وحقوف وحقفة، وقوله تعالى:) إذْ أنْذَرَ قَوْمَه بالأحْقافِ (قال أبن عرفة: قوم عاد كانت منازلهم في الرمال وهي الأحقاف، ويقال للرمل إذا عظم واستدار: حقف، وقال الأزهري: هي رمال مستطيلة بناحية الشحر. وقال الفراء: الحقف: المستطيل المشرف. وقال أبن الأعرابي: الحقف: أصل الرمل وأصل الجبل وأصل الحائط، قال امرؤ القيس:

<<  <  ج: ص:  >  >>