للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المثال الخامس: في الآجال والأرزاق]

اعلم أن الآجال والأرزاق كسائر الأشياء مربوطة بقضاء الله وقدره فالله تعالى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر؛ {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} [لأعراف:٣٤] .

فهذا أمر لا ريب فيه ولا شك.

وع ذلك فهي أيضا كغيرها: لها أسباب دينية وأسباب طبيعية مادية والأسباب تبع قضاء الله وقدره. ولو كان شيء سابق القضاء والقدر من الأسباب لسبقه العين؛ لقوتها ونفوذها.

فمن الأسباب الدينية لطول العمر وسعة الرزق١:

لزوم التقوى والإحسان إلى الخلق لا سيما الأقارب

كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من أحب أن يبسط له في رزقه وينشأ له في أثره [أي: يطيل عمره] ؛ فليصل رحمه "٢.

وذلك: أن الله يجازي العبد من جنس عمله، فمن وصل رحمه وصل الله أجله ورزقه وصلا حقيقيا.

وضده: من قطع رحمه قطعه الله في أجله وفي رزقه.


١ راجع: "جمع جمهور الحفاظ النقلة بتواتر روايات زيادة العمر بالبر والصلة" للأستاذ لطفي الصغير.
٢ تقدم تخريجه ص (٤٥) .

<<  <   >  >>