للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ـ منهجه في قضية التكفير والقتال

تعد قضية التكفير من أخطر القضايا المرتبطة بالعقيدة والتي زلت فيها قدم كثير من الفرق المنتسبة للإسلام، يقول ابن أبي العز في شرحه لكلام الإمام الطحاوي: " اعلم ـ رحمك الله وإيانا ـ أن باب التكفير وعدم التكفير باب عظمت الفتنة والمحنة فيه، وكثر فيه الافتراق، وكثر فيه الأهواء والآراء ... "١، وهي من أكثر التهم التي يطلقها أهل الأهواء على دعاة الإسلام الصادقين السائرين على منهج السلف الصالح.

ويولي أهل السنة والجماعة قضية التكفير أهمية بالغة، لما يترتب عليها من أحكام خطيرة تلحق بمختلف أطرافها٢، ويضعون لها ضوابط وشروطا تحكمها، لذلك كان منهجهم في هذه القضية هو المنهج العدل، وطريقهم فيها هو طريق الصواب، لدقة فهمهم لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه القضية وفي غيرها٣.

والتكفير مشتق من الكفر: وهو إخراج المسلم من دائرة الإسلام


١ شرح العقيدة الطحاوية، ص ٤٣٢.
٢ يقول النبي صلى الله عليه وسلم في تحذيره للأمة من هذه الفتنة: " أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" رواه البخاري، كتاب الأدب، باب من أكفر أخاه بغير تأويل، رقم:٦١٠٣، ورواه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم: يا كافر، رقم:٢١٢.
٣ انظر أقوال العلماء في المسألة في شرح النووي لصحيح مسلم، ٢/٢٣٧.

<<  <   >  >>