للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[اعتماد الجهم على ثلاثة آيات من المتشابه]

...

استدرك حجة مثل حجة زنادقة النصارى، وذلك أن زنادقة النصارى يزعمون أن الروح الذي في عيسى هو روح الله من ذات الله، فإذا أراد أن يحدث أمرًا دخل في بعض خلقه فتكلم على لسان خلقه، فيأمر بما يشاء وينهى عما يشاء، وهو روح غائبة عن الأبصار.

فاستدرك الجهم حجة مثل هذه الحجة، فقال للسمني:

ألست تزعم أن فيك روحًا؟

قال: نعم.

فقال: هل رأيت روحك؟

قال: لا.

قال: فسمعت كلامه؟

قال: لا.

قال: فوجدت له حسًّا؟

قال: لا.

قال: فكذلك الله لا يرى له وجه، ولا يسمع له صوت، ولا يشم له رائحة، وهو غائب عن الأبصار، ولا يكون في مكان دون مكان. ووجد ثلاث آيات من المتشابه:

وقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: ١١] .


= ضمرة: وقد رآه ابن شوذب.
انظر: خلق أفعال العباد للبخاري "ص: ٣١".

<<  <   >  >>