للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وواضح أن الاتجاه إلى الاستنجاد بالخارج يعكس إدراك المعارضين النجديين لضعفهم أمام دعوة الشيخ وفشلهم في إيقافها.

الوجه الرابع من وجوه نشاط المعارضين المحليين: ترويج الكتب التي ألفها علماء غير نجديين ضد الدعوة بين الناس، كما روج المويس وابن عبيد كتاب القباني البصري، وكما روج المويس وابن إسماعيل كتاب ابن عفالق١.

[علماء الأحساء والدعوة:]

وتلقي رسائل الشيخ أضواء على الدور الذي قام به بعض علماء الأحساء تجاه دعوته، وتبين أوجه النشاط التي كانوا يزاولونها، ومن ذلك كتابة الكتب ضده، وإرسالها إلى زعماء المعارضة النجديين لتأييدهم أو إقناع من كان منضمًا إليه بمفارقته. وتوضح هذه الرسائل أيضًا بعض النقاط التي ركز عليها أولئك العلماء.

ومن هذه الأمور: قضية الاجتهاد، والتنويه على أن الشيخ لم يكن مؤهلاً لممارسته٢. وقد أوضح الشيخ بدوره موقفه تجاه هذا الموضوع غاية الإيضاح في رسائله٣.

ومن تتبع رسائل الشيخ، يتضح أنه كان في طليعة العلماء الأحسائيين الذين قاموا بالكتابة ضده القاضي عبد الله بن عبد اللطيف. ومن الواضح أيضا أن الشيخ محمدًا كان شديد الحرص على ضم ذلك العالم إلى جانبه، أو على الأقل التزامه الحياد بينه وبين خصومه٤. ومن أولئك العلماء محمد بن عفالق الذي يقول الشيخ عنه: إنه زعم في كتابه أن التوحيد دين ابن تيمية، وأنه لما أفتى به كفره العلماء وقامت عليه الحجة٥.


١ روضة ١/١٠٦.
٢ روضة ١/٥٢.
٣ روضة ١/٥١.
٤ انظر مدح الشيخ له وتودده إليه في الرسالة التي بعثها إليه. روضة ١/٥٠ - ٦٠ وقد أشار الحداد في مصباح الأنام ص٤-٥ إلى أن اسم كتاب عبد الله ضد الشيخ سيف الجهاد لمدعي الاجتهاد.
٥ روضة ١/١٠٦. ومن بين كتابات ابن عفالق رسالة اسمها: "تهكم المقلدين بمن ادعى تجديد الدين" وربما كانت المقصودة هنا على أن له رسالة أخرى بعثها إلى عثمان بن معمر. وفيها الكثير من الاستشهاد بأقوال ابن تيمية.

<<  <   >  >>