للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كذلك كان منهم ابن مطلق وابن فيروز، وقد أورد الشيخ في إحدى رسائله بيتين من الشعر قال.. إن أحدهما ورد في مصنف ابن مطلق والثاني في مصنف ابن فيروز١. وكان الثلاثة الأولون في نظر الشيخ أشد عداوة من ابن فيروز، فقد قال عنهم:

"أما ابن عبد اللطيف وابن عفالق وابن مطلق فحشوا بالزبيل. أعني سبابة التوحيد، واستحلال دم من صدق به أو أنكر الشرك ". أما ابن فيروز فإنه - كما يقول الشيخ - أقربهم إلى الإسلام٢.

ويبدو أن الشيخ كان يدرك خطر أولئك العلماء الأحسائيين؛ لأنه حذر محمد بن سلطان منهم تحذيرًا شديدًا بعد أن سمع أنه سيعرض كلامه عليهم٣.

ومن الأمور التي أشارت إليها رسائل الشيخ، وجود القبور التي يعتقد فيها أناس من أهل الأحساء ٤، بل وجود أمور تضاد أصل الإسلام على حد تعبيره٥. ولم يكن غريبًا في مثل هذه الظروف أن يعتبر الشيخ تلك المنطقة بلد مشركين٦.

[الأشراف والدعوة:]

سبقت الإشارة إلى أن الشيخ كان يدرك أهمية علماء مكة ومدى تأثيرهم، كما كان يدرك مكانة حاكم تلك المدينة؛ لذلك كانت مجاملته لكل منهما واضحة في أسلوبه. وفي رسائله ما يبين أن المعارضة النجدية قد أدركت أيضا هذه المكانة وتلك الأهمية. وكان أن بذل زعماؤها جهودًا كبيرةً لكسب قادة مكة إلى جانبهم ضد الشيخ. وواضح من تلك الرسائل أن جهودهم قد أثمرت. فقد بعث علماء مكة مكاتيب إلى نجد تؤيد المعارضين للدعوة٧. واتخذ حكام تلك المدينة موقفًا عدائيًا منها، فسجنوا فريقًا من أنصارها حين قدموا للحج، ومنعوا أتباعها من أداء فريضته مدة طويلة٨.


١ روضة ١/١٦١.
٢ روضة ١/١٦١.
٣ شخصية ص٤-١٤٥.
٤ روضة ١/١٦٥.
٥ روضة ١/٥٩.
٦ روضة ١/١٦١.
٧ روضة ١/١٦٦.
٨ روضة ١/١٠٩ و١٦٠.

<<  <   >  >>