للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[الرسائل والظروف المحيطة بالدعوة]

[الحالة الدينية في نجد عند ظهور دعوة الشيخ]

تحدث ابن غنام وابن بشر وغيرهما من أنصار دعوة الشيخ محمد عن الحالة التي كان يعيشها النجديون قبيل بدء هذه الدعوة. وقد أعطى هؤلاء صورة قاتمة عن تلك الحالة.

لكن ابن بشر نفسه أشار إلى وجود علماء نجديين كانوا يتصفون بصفات جليلة. والدارس لما كتبه أولئك العلماء، مثل المنقور، يرى وضوح تلك الصفات فيهم. والمتأمل في سوابق ابن بشر يلاحظ أن حاضرة نجد ـ على الأقل ـ كانت بصفة عامة تقوم بالواجبات الدينية من صلاة وصوم وزكاة وحج. وما ورد من شعر تلك الفترة، كشعر جبر بن سيار، ورميزان بن غشام، وحميدان الشويعر لا يتفق مع الصورة القاتمة التي تصف بها بعض المصادر حالة نجد آنذاك. ومع ذلك فإن ما ورد في رسائل الشيخ محمد يسهم إسهامًا كبيرًا في إيضاح كثير من جوانب الحالة الدينية في نجد قبيل بدء دعوته.

من المعروف أن قضية الاعتقاد بالأولياء أو من تعتقد ولايتهم كانت من الأمور المهمة التي قام حولها نقاش حاد بين الشيخ محمد وخصومه، ورسائله الشخصية حافلة بالحديث عنها من عدة جوانب. فهي تحتوي على أسماء تذكر أن بعض النجديين كانوا يعتقدون بأصحابها. ومن هذه الأسماء: شمسان وداريس وتاج١. وتذكر الرسائل أن مما كان يفعله أصحاب هذه الأسماء أخذ النذور من الناس٢. كما أنها تذكر - أيضًا -


١ روضة: ١/١٣٠, ١٥٥, ١٧٨, ١٨٠, ١٨٨, ٢١٦, ٢٢٦. ويلاحظ أن الشيخ أحيانا يقول. أولاد شمسان وأولاد إدريس (روضة ١/٢١٦) , وأحيانا يقول: شمسان وأولاده (روضة ١/٢٢) , أو يقول: محمد بن شمسان (روضة ١/٢٢٦) .
٢ روضة ١/٢١٦.

<<  <   >  >>