للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأهوى بيده إلى سيف عبد الله بن أنيس، ففطن له عبد الله، فزجر بعيره، ثم اقتحم يسوق بالقوم، حتى إذا استمكن من اليُسير ضرب رجله فقطعها، واقتحم اليُسير وفي يده مخرش١ من شوحط٢ فضرب به وجه عبد الله فشجه شجة مأمومة٣، وانفكأ كل رجل من المسلمين على رديفه فقتله، غير رجل واحد من اليهود أعجزهم شدًّا، ولم يصب من المسلمين أحد وقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصق في شجة عبد الله بن أنيس فلم تقح، ولم تؤذه حتى مات٤٥.


١ بميم مكسورة فخاء معجمة ساكنة فراء مفتوحة: عصا معوجة الرأس. الصالحي، سبل (٦/١٨٠) .
٢ الشوحط: شجر تتخذ منه القسي. (القاموس، واللسان، والصحاح: "شحط") .
٣ الشجة المأمومة: التي تبلغ أم الرأس وهي الجلدة التي تجمع الدماغ. الصحاح مادة "شج"، والصالحي، سبل (٦/١٨٠) .
٤ من رواية موسى بن عقبة عن الزهري. انظر البيهقي، دلائل (٤/٢٩٤) ، وباقشيش، مرويات (٢/٤٣٢) واللفظ له، وقارن مع رواية عروة، أبو نعيم، دلائل (٢/٥١٧) .
٥ ورد الحديث عن طريق أهل المغازي بطرق مختلفة وبروايات مرسلة، فقد رواه عروة وأخرجه عنه كل من أبي نعيم، دلائل (٢/٥١٧) ، والبيهقي، دلائل (٤/٢٩٣) باختصار شديد، وابن سيد الناس، عيون (٢/١٦٤) باختصار أيضا، كما رواه الزهري، وأخرج روايته من طريق موسى بن عقبة كل من البيهقي، دلائل (٤/٢٩٤) ، وباقشيش، مرويات (٢/٤٣١، ٤٣٢) .
ورواه ابن إسحاق بلا سند، ابن هشام، سيرة (٣/٦١٨) ، وابن سعد عن جمع شيوخه، طبقات (٢/٩٢) ، ولم يروه موصولا إلا الواقدي بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية أخرى مختصرة عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه ورواية مختصرة أيضا عن عروة. انظر المغازي (٢/٥٦٦-٥٦٨) ، ولكن الواقدي متروك عند المحدثين خاصة إذا انفرد، وهكذا فإن جميع مرويات الخبر لا تخلو من مقال، ولكنه قد يقوى بتعدد طرقه، وقد ذكر باقشيش أن الحديث لا ينزل عن درجة الحسن لغيره. مرويات موسى بن عقبة (٢/٤٣١) .

<<  <   >  >>