للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هدفه من الحرب كان ساميا للغاية، غايته إعلاء كلمة الله عز وجل، ونشر العقيدة الإسلامية، ولأجل ذلك كان النصر والتأييد دائما حليفه وحليف جيوشه وسراياه، والمدد من الله ينزل عليهم دائما وبأشكال وصور مختلفة، تارة بالملائكة كما في بدر وحنين، وأخرى بالسيل ينجيهم من أعدائهم.

فهذا غالب بن عبد الله الليثي يغير على جموع الأعراب الكديد في سرية تأديبية فيقتل منهم ويسلب ويسوق ماشيتهم، فلا يستطيع بنو الملوح اللحاق به وبأصحابه على الرغم من قصر المسافة بينهم، لأن المدد جاءهم من الله. ولكن في هذه المرة على صورة سيل عارم يضرب جنبات وادي قديد من غير مطر ولا رعد ولا برق، فينظرون إليهم بحنق شديد وهم يسوقون نَعمهم لا يستطيعون إدراكهم، لأن بينهم جنديا من جنود الله أرسله مددًا وعزًّا لأصحاب السرية ومزيدًا من الذل والهوان والغيظ للمشركين. والفرق شاسع بين الفريقين لأن {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} ١.


١ النساء: (٧٦) .

<<  <   >  >>