للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا رد على من عميت بصائرهم ويثبتون بعث الأرواح دون الأجسام ورغم وجود هذه الآيات البينات كدليل شرعي إلا أن هناك من أنكر البعث وهؤلاء نصيبهم الخسران.

وينعى ابن عبد الوهاب على هؤلاء الذي رفضوا آياته وأنكروا على عقولهم التفكير فيما سبق من بينات، فقصة أهل الكهف" وأما دلالتها على اليوم الآخر فمن طول مكثهم لم يتغيروا" (١) كما قال الله تعالى {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا} . (٢)

ويسوق دليلا آخر يخاطب به عقول المنكرين للبعث فيقول: الدليل على اليوم الآخر، لأن من أعظم الدلالة حياء الموتى في دار الدنيا) . (٣)

وهؤلاء الجاحدون للبعث يتخذ جحودهم صورا عديدة يبينها الجرجاني في شرح المواقف فقال ما نصه:" واعلم ان الأقوال الممكنة في مسألة المعاد لا تزيد على خمسة": الأول: ثبوت المعاد الجسماني فقط، وهو قول المتكلمين النافين للنفس الناطقة.

الثاني: ثبوت المعاد الروحاني فقط وهو قول الفلاسفة الإلهيين.

الثالث: ثبوتها معا وهو قول كثير من المحققين، كالعليمي، والغزالي، والراغب وأبي زيد الدبوسي، ومعمر من قدماء وجمهور من متأخري الإمامية، وكثير من الصوفية، فإنهم قالوا: الإنسان بالحقيقة هو النفس الناطقة، وهي المكلف، والمطيع والعاصي والمثاب والمعاقب والبدن يجري فيها مجرى الآلة، والنفس باقية بعد فساد البدن فإذا أراد الله تعالى حشر الخلائق خلق لكل واحد من الأرواح بدنا يتعلق


(١) ابن غنام، تاريخ نجد ـ ٢٢٦
(٢) الكهف:٢١
(٣) ابن غنام ـ تاريخ نجد ـ ٦٣٤

<<  <   >  >>