للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتفريج الكربات وقبر يزعمون أنه قبر ضرار بن الأزور.

وشجرة تسمى الطريفة يعتقدون فيها كما اعتقد من قبلهم في ذات أنواط مشركو الجاهلية ويعتقدون في شمسان ويوسف.....الخ.

ويهاجم الحلولية وملاحدة الصوفية على ما يرون أنه من الشعب الإيمانية والطريقة المحمدية وفيهم من إضاعة الصلوات وشرب المسكرات ما هو معروف مشهور". (١)

ثم يتسائل ويقول:" فأين هذا ممن يدعو الله مخلصا له الدين لا يدعو مع الله أحد ولكن يقول في دعائه أسألك بنبيك، أو بالمرسلين، أو بعبادك الصالحين أو يقصد قبر معروف أو غيره يدعو عنده". (٢)

ويخلص بعد ذلك إلى أن هذه الأفعال والأقوال فيقول" فليس هذا من دين المسلمين، فهذا هو الصواب بلا ريب. (٣)

(١٢) بالإشارة إلى أن هذه الأفعال السابقة تبين مدى مخالفة الناس لكتاب الله وسنة رسوله الذي لم يشرع لأمته أن يدعو أحدا من الأموات ولا الأنبياء ولا غيرهم بلفظ الاستغاثة ولا غيرها.

(١٣) لم يشرع السجود لميت مهما كان ولا يوجد أي نص يحض على الإتيان إلى المقابر والدعاء عندها والطواف حول الأضرحة وطلب قضاء الحاجات. (٤)

نخلص مما سبق إلى أن ابن عبد الوهاب أنكر كل عمل يخالف الكتاب والسنة، وبعد الإنسان عن مفهوم التوحيد النقي ولذلك كانت حملته عميقة ضد جميع ألوان الشرك في السلوك أو في الاعتقاد صدر من العبد بقصد أو غير قصد وشهر سلاحه وقلمه من اجل عودة الإسلام إلى نقائه وصفائه من الشوائب التي تردى فيها الناس في عصره وإن كان من المؤسف أن هذه المظاهر


(١) عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ ـ مشاهي علماء نجد وغيرهم ترجمة محمد بن عبد الوهاب ص ٢٩.
(٢) ابن غنام ـ تاريخ نجد ص ٥٢٦
(٣) المرجع السابق.
(٤) الدرر السنية جـ ١ ص ١٩٦، ١٩٧، ١٩٨،٢٠٣

<<  <   >  >>