للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"اللهم آت محمدا الوسيلة"، والمراد بها في الحديث القرب من الله تعالى وقيل الشفاعة يوم القيامة، وقيل المنزلة من منازل الجنة (١) ،والوسيلة التوصل إلى الشيء برغبة، وهي أخص من الوصيلة لتضمنها معنى الرغبة، وحقيقة الوسيلة إلى الله مراعاة سبيله بالعلم والعبادة، وتحري مكارم الشريعة وهي القربة.

مما تقدم من تعريفات للوسيلة نجد أن الوسيلة تدو على أمور:

١. القربة.

٢. الدرجة.

٣. المحبة.

٤. الحاجة.

٥. الرغبة.

وإن التوسل إلى الله هو التقرب إليه بالأعمال الصالحة والقرب المشروعة وعليه ليس منها مناداة الأموات، والاستغاثة بهم وسؤال الله لهم. (٢)

وأما الوسيلة في عرف الناس اليوم تقع على الاستغاثة بالأموات، والتمسح والتقبيل لقبور الأولياء التي تملئ بالزائرين لتقديم القرابين ويزرفون فوق ترابهم دموع الندم والاستغفار متوسلين بأصحابها، راجين منهم العفو والغفران ومن هؤلاء المخلوقات الحافية والعارية يتخذها الناس أولياء لله المقربين ن يعلمون الغيب ويملكون الحياة والموت فلم يكن أمام ابن عبد الوهاب إلا دعوة هؤلاء إلى الرجوع إلى القرآن الكريم وتنقية الدين من هذه الأدران والخزعبلات ولكنهم كانوا يدركون أنهم لن يستطيعوا أن يغيروا ما بهؤلاء القوم بالوعظ وإقامة البرهان فحسب بل لا بد من تحكيم السيف أيضا إن عز الإقناع ولم تنفع الحجة، لذلك كانت رسائلهم إلى القبائل تسبق جيوشهم، ويقول ابن عبد الوهاب في هذا الشأن:" وهذه هي المسالة التي تفرق الناس لأجلها


(١) مجموعة التوحيد ٢٢٢-٢٢٦
(٢) سليمان بن سحمان النجدي ـ الهدية السنية ص ٢٥ ط أولى وكذلك عبد الله القصيمي البروق النجدية ٢٠-٢١

<<  <   >  >>