للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الباب الخامس: نظرته إلى دور العقيدة في بناء الفرد من خلال الجماعة

تبين لنا من دراسة الفصل الثاني من الباب الثاني في هذا البحث كيف اهتم ابن عبد الوهاب بالربط بين العلم واعمل وأحيا قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باعتبارها قاعدة أساسية لتحقيق ذلك وألمحنا إلى أن هذا المنهج يحدد نظرة الشيخ إلى دور العقدية في بناء الفرد من خلال الجماعة. فلئن عد الباحثون العلامة ابن خلدون رائدا لعلم الاجتماع باعتبار ما أورده من

تقريرات في أصول هذا العلم أشار إليها في مقدمته بقوله:" إن الاجتماع الإنساني ضرورة" (١) فالحق أن ما أورده ابن خلدون وغيره من مفكري الإسلام ممن سبقوه أو لحقوه إنما يصدر في هذا الخصوص عن هدى القرآن الكريم الذي لفت النظر إلى ضرورة الاجتماع الإنساني في أكثر من آية كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} إلى ورود الخطاب في عديد الآيات بصيغة الجمع {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ} {يَا بَنِي آدَمَ} مما يؤكد حقيقة أن الاجتماع ضرورة إنسانية. وحسبنا أن نتأمل كون الإسلام عقيدة وشريعة بما ينطوي عليه ذلك من قواعد لتنظيم الحياة وضبط علائق الأفراد والجماعات لندرك مدى وضوح هذه الحقيقة في المنهج الإسلامي عقيدة وشريعة بما ينطوي عليه ذلك من قواعد لتنظيم الحياة وضبط علائق الأفراد والجماعات لندرك مدى وضوح هذه الحقيقة في المنهج الإسلامي، إذ لا مكان للشريعة إلا منفي مجتمع إنساني، فلئن وجدت العقيدة مستقرها في قلب الفرد ووجدانه فلا مستقر للشريعة إلا في المجتمع وتنظيم بنيانه.

لذلك عنى الباحثون من مفكري الإسلام ببيان أسس علاقة الفرد بالجماعة، وكان لمحمد بن عبد الوهاب نظرت في هذا المجال مما سنعرض له في هذا الباب.


(١) ابن خلدون ـ المقدمة ص:٤

<<  <   >  >>