للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[صلاة المريض ومن في حكمه]

عن أنس بن مالك، قال: "كانت آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يغرغر بها في صدره، فلا يكاد يفيض بها لسانه: "الصلاة، الصلاة، وما ملكت أيمانكم" ١.

فلا عجب إذا كانت الصلاة لا تترك أبداً، والمصطفى صلى الله عليه وسلم المحب لأمته، والحريص عليها، يحثها على التمسك بها عبادة من أجل العبادات لله، وقربة من أعظم القربات، فتكون آخر وصاياه من أهم الوصايا وأعظمها.

وتيسير العبادات منهج التزم به الإسلام ليعالج شتى ظروف الإنسان، فالمرض عارض للإنسان يحد من قوته ونشاطه، وقدرته وحركاته، وحتى لا ينقطع المريض عن خالقه، بما يقترب به إليه من عبادة مفروضة، وليستطيع القيام بتكاليف الحياة، يلزم الإسلام بأداء الصلاة، لأنها لا تسقط عنه ما دام يتمتع بعقل ثابت، مهما كان مرضه.

ولكن صلاة المريض تكون على حسب حاله؛ لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} ٢.

- يجب على المريض أن يتطهر بالماء لرفع الحدث الأصغر أو الأكبر، لأن الطهارة شرط للصلاة فإن لم يستطع تيمم.


١ رواه أحمد ١/٢٩٠ حديث أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال في الفتح الرباني ٢/٢٠٧،٢٠٨ (جه) وإسناده جيد، وصحح إسناده الألباني في الإرواء ٧/٢٣٨.
٢ سورة التغابن، الآية [١٦] .

<<  <   >  >>