للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمات الصلاة]

[مدخل]

...

[مقدمات الصلاة]

تتحقق العبودية الحقة لله خلال الصلاة، بما فيها من الإخلاص والخشوع والتذلل للخالق سبحانه، ويملأ العبد جوانبه بزاد روحي يكسبه قدرة على القيام بالواجبات، وترك المحذورات.

وفي الصلاة يلتقي العبد بمولاه، به يستعين، وبه يستغيث، ومنه يطلب الهداية، يتحرك لسانه بالذكر، وينشغل عقله بالتأمل والفكر في معنى الذكر، وقلبه يخفق من عظمة اللقاء، فتشرق جنبات نفسه بالنور، فيرتفع عن الشهوات، ويبتعد عن الشبهات، ويقف عند حدود الله، يعظم ما عظم الله، وينأى عن ما حرم.

إنها الرباط الروحي الذي يصل المسلم بمولاه، فيزداد ثباتا واستقرارا، فلا تتزعزع عقيدته، ولا تضعف عزيمته، لأنه دائم الاتصال بالله، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه، أو إن ربه بينه وبين القبلة.." ١.

وحتى يقف المسلم بين يدي الله ليؤدي الصلاة، عليه أن يستعد بالطهارة، وستر العورة، وترديد الأذان، والتوجه إلى القبلة، ولا يؤدي صلاة الفريضة إلا عندما يحل وقتها، وفي الصفحات القادمة سنتحدث بشيء من التفصيل عن هذه المقدمات.


١ رواه البخاري ١/١٠٦ كتاب الصلاة، باب حك البزاق باليد من المسجد.

<<  <   >  >>