للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[عبد الرحمن بن سليمان الرويشد]

قال في رسالته: "الوهابية حركة الفكر والدولة": ولئن كان لابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية فضل السبق، والتوعية والدراسة، فمن العدل أن نقول: أن لابن عبد الوهاب فضل الإنجاز والإخراج والزيادة، وأنه كان أجمع لصفات الزعامة وموهبة التحدث والقيادة من غيره، لذا ظلت دعوته بعثاً متجدداً في حياة مسلمي عرب الجزيرة وغيرهم من آسيا وإفريقيا وأقاصي الهند، كما كان كفاحه ونضاله ضد الشرك بجميع أشكاله وألوانه وضد البدع والخرافات والانحطاط الخلقي –أمراً مشهوداً يعرف عن قدرته وتفوقه العلميّ والنفسيّ. ولقد تجاوزت دعوته حدود الدعوات التقليدية ذات الطابع الوعظيّ والإرشاديّ إلى آفاق وأبعاد الشمول الحياتيّ حيث شملت الدعوة هزّ الركائز السياسية والاجتماعية والنظرة الكلية إلى الركائز الثلاث من زاوية واحدة تتمثل الكيان الواحد والمجال الأرحب لبثّ أفكار الدعوة وإبداعها، لذا تضافرت الجهود المشتركة بين مؤسسي الدعوة وبين حامليها والمشاركين في تأسيسها عل غقامة كيانٍ إسلاميّ يستوعب نظريات الدولة الإسلاميّة ويحمي أنظمتها ويؤجج نشاطها لتكون أقدر على المواجهة وتحمل العبء، بما اعتبر بحقّ البند الأول في بدء تاريخ الجزيرة العربية وفق المنهج الإسلامي بل تاريخ الشرق الأوسط بعد انقضاء حكم الخلفاء الراشدين، وذلك بان تلك الحركة قد غيرت وجه الأحداث في الجزيرة العربية تغييراً أساسياً مذهلاً.

لذا يقول "فيليلب حتي" في كتابه تاريخ العرب: "إن تاريخ الجزيرة العربية الحديث يبتدئ منذ منتصف القرن الثاني عشر الهجري حين ظهور حركة الموحدين في الجزيرة العربية وحين شاركت قوة الدين وسلطة الحكم".

<<  <   >  >>