للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[أحمد العسة]

قال في كتابه "معجزة فوق الرمال": عندما جهر الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوة العودة إلى الإسلام الصحيح وتحالف مع الأمير محمد بن سعود المؤسس الأول للإمارة السعودية في نجد عام ١١٥٨هـ، ١٧٤٥م لم تكن الإمارة النجدية يومها تضم أكثر من بلدتين أو ثلاثاً، وبعض القرى التابعة لها، وكانت شبه الجزيرة العربية ممزقة تمزيقاً يصعب على أي مؤرخ الإحاطة به لكثرة تشعبه وتعداده، حتى أن مقاطعة نجد وحدها، وكانت مقسمة بين سبع إمارات.

فلما أتيح للدعوة سيف مؤمن يحميها ويجاهد في سبيلها، وهو سيف أمراء آل السعود وقلب مؤمن يغذيها ويعد لها الدعاة المؤمنين الذين نذروا أنفسهم في سبيل إعلاء قلب الشيخ محمد بن عبد الوهاب "رحمه الله تعالى وأجزل ثوابه" تبدل التمزق المريع في شبه الجزيرة العربية، فأصبح وحدة، وقلب الاقتتال بين الإمارات طمعاً في الغزو والاستيلاء، فأصبح تضامناً وقوة عسكرية مرموقة وجهاداً مقدساً.

وما أن مضى سبعون عاماً على التعاقد بين الأمير محمد بن سعود والشيخ محمد ابن عبد الوهاب حتى كانت تلك الدولة السعودية الأولى قد أنجزت توحيد مقاطعات شبه الجزيرة العربية أو كادت، بما في ذلك معظم إمارات الخليج العربي.

وأخذت تطرق أبواب العراق والشام طرقاً متواصلاً، كان من مظاهره اقتحام عدة مدن عراقية، واحتلال مدينتي بصرة وكربلاء من ناحية، والوصول إلى مدينة بصرى في حوران، والكرك في الأردن من ناحية ثانية١.


١ ص: ٢٤.

<<  <   >  >>