للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الجمع بين الأدلة في مسألة سماع الموتى]

السؤال

سمعنا في أول الدرس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينادي أهل القَلِيب في بدر، وأخبر أنهم يسمعون، فكيف نجمع بين هذا وبين قوله تعالى: {إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل:٨٠] ؟

الجواب

الجواب على هذا من وجهين: الوجه الأول: أن كثيراً من المفسرين قال: إن معنى قوله: {لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل:٨٠] يعني: أن الميت لا يسمع دعاء الحي، فلو أنك أتيت إلى جثة إنسان، وقلت: يا فلان! اتقِ الله، اترك المعاصي، واعمل بالطاعات، هل يسمع؟ ما يسمع.

وقالوا: المراد بالسمع: سمع الإجابة، يعني: أنك مهما قلتَ للميت لم يسمع سمع إجابة.

فكذلك هؤلاء الذين دعوتَهم هم بمنزلة الأموات، لن يستجيبوا، وهذا القول أصلح.

القول الثاني: {إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل:٨٠] : يعني: لو ذهبت إلى المقبرة تدعوهم، ما أسمعتهم.

فإذا كان كذلك فهذا العموم مخصوص لأهل بدر، ومخصوص أيضاً، بأهل قَلِيب بدر، ومخصوص بالإنسان عند موته إذا دُفن، فإن الإنسان إذا دُفن وانصرف عنه أصحابه يسمع قرع نعالهم وهم ذاهبون عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>