للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم الاعتكاف لمن يدرس ويريد السفر بعد انتهاء الدراسة]

السؤال

فضيلة الشيخ: أنا طالب أدرس هنا ولست من أهل هذه البلاد، وأردت أن أعتكف واشترطت أن أخرج للدراسة واشترطت أيضاً أن أسافر إلى أهلي بعد الانتهاء من دراستي لأكمل الاعتكاف هناك، أرجو تفصيل ذلك مع الدليل في الجواز وعدمه والله يحفظك؟

الجواب

الظاهر أن هذا الرجل مزق اعتكافه بالدراسة مرة وبالسفر مرة أخرى.

وأقول: إن الاعتكاف من الأمور المسنونة، وطلب العلم أفضل من الاعتكاف، فلو دار الأمر بين أن أعتكف أو أن أطلب العلم قلنا: اطلب العلم، يعني: الاعتكاف من الأمور المسنونة ليس من الأمور الواجبة، بل إن بعض العلماء نفى أن يكون مسنوناً، وقال: إن الاعتكاف مضى زمنه لكن هذا القول ضعيف لا شك فيه.

بل قد حكى بعض العلماء الإجماع على أن الاعتكاف مسنون، لكنه لا يجب الاعتكاف إلا بالنذر، من نذر اعتكافاً وجب عليه، وإذا كان من الأمور المسنونة فإن قيام الإنسان بالواجب أفضل من اعتكافه، وإن طلبه للعلم أفضل من اعتكافه، وعلى هذا فمن كان في وظيفة فقيامه بالوظيفة أفضل من اعتكافه، ومن كان طالب علم فقيامه بطلب العلم أفضل من الاعتكاف.

وحينئذٍ نقول لهذا الأخ الذي يدرس: لا تعتكف، دراستك أفضل من اعتكافك، وإذا انتهت الدراسة فسافر إلى أهلك، والحمد لله إذا علم الله من نيتك أنه لولا أنك قدَّمت ما هو الأفضل على المفضول فلعل الله تعالى أن يثيبك على ما نويت.

<<  <  ج: ص:  >  >>