للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفسير قوله تعالى: (ويعلم ما في البر والبحر ... )

ثم قال الله تعالى في الآية التي نحن بصدد تفسيرها: {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [الأنعام:٥٩] : (ما) هنا اسم موصول مفيد للعموم، {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} كل ما في البر وكل ما في البحر، لا يخفى عليه شيء، لا دقيقه ولا جليله.

{وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا} [الأنعام:٥٩] : أيُّ ورقة تسقط فهو يعلمها، بأي شيء؟ يعلم هذه الورقة بعينها، ومن أي موضع سقطت من غصن الشجرة، وفي أي مكان من الأرض سقطت، وكيف سقطت، كل ما يتعلق بهذه الورقة الساقطة يعلمها، فما بالك بالورقة النابتة التي تنبت، يكون علمه بها من باب أولى؛ لأن النابتة مخلوقة، والمخلوق معلوم، كما قال تعالى: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:١٤] والساقطة أيضاً مخلوقة؛ لكن الساقطة تسقط مرة واحدة، والمخلوقة تنمو شيئاً فشيئاً، أي ورقة صغيرة أو كبيرة من أي شجرة في أي مكان وفي أي زمان تسقط، فالله تعالى يعلمها.

<<  <  ج: ص:  >  >>