للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نصيحة إلى القائمين على الإعلام في بلاد الإسلام]

السؤال

علمنا باضطهاد أهل الإسلام للمسلمين، لكن الإذاعات في البلدان الإسلامية تطبل وتزمر في معظم وقتها فيما يخدم أعداء الإسلام ويغفل المسلمين عن واجبهم المقدس، فما هي نصيحتكم؟

الجواب

نسأل الله لنا ولهم الهداية، ولا شك أن الإذاعات اليوم هي في أشد الحاجة إلى الإصلاح والتطهير حتى تكون آلة توجيه، وآلة بناء وتعمير، وآلة إخراج من الظلمات إلى النور، ويجب أن تطهر مما يضر الأمة في دينها ودنياها، فهذا هو الواجب على جميع المسئولين في الدول الإسلامية عامة وفي هذه الدولة أو في بلادنا خاصة، فعلى الجميع أن يجعلوا من الإذاعات ووسائل الإعلام وسائل صادقة صالحة تنشر الحق والهدى وتدعو إليه، ويجب أن تطهر من كل ما يخالف الإسلام حسب الإمكان؛ لأن هذا نوع من الجهاد ونوع من الدعوة إلى الله عز وجل لإنقاذ الناس مما هم فيه من الباطل، ولإخراجهم من الظلمات إلى النور، ولتبصيرهم في دينهم وتوجيههم إلى الخير، ووسائل الإعلام في الحقيقة سلاح عظيم فتاك إن وجه إلى الخير نفع الناس، وإن وجه إلى الشر ضر الناس، فوجب على الدول الإسلامية كلها أن تطهر وسائل إعلامها، وأن تتقي الله في نفسها، وأن تُحكَّم شريعة الله، وعلى دولتنا وهي الدولة الإسلامية القائمة الرائدة التي ينظر الناس إليها من كل مكان؛ فعليها أن تكون أسبق الناس إلى كل خير، وأن تحرص غاية الحرص على تطهير وسائل إعلامها من كل ما لا يرضي الله عز وجل، وأن تكون باذلة وسعها في كل ما ينفع المسلمين وفي كل ما يبصرهم بدينهم، وفي كل ما يعينهم على أداء واجبهم حسب الطاقة والإمكان، وقد بذلت جهوداً كبيرة مشكورة جزاها الله خيراً، ولكن المطلوب هنا أكثر وأكبر؛ لأنها الدولة الوحيدة التي ترجى بعد الله لهذا الأمر، وعندها بحمد الله من القدرة ما لا ليس عند غيرها، وعندها من العلم والبصيرة، وعندها من الدعاة والعلماء من يعين على هذا الخير، نسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه رضاه ولما فيه صلاح العباد والبلاد، وأن يوفق حكومتنا ورجالها والعاملين فيها لكل ما يرضي الله، وتقديم ما لديهم لما فيه نصر لدين الله وإقامة شريعته في أرضه.

<<  <  ج: ص:  >  >>