للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم استخدام علاج يضعف الشهوة الجنسية]

السؤال

ما رأي فضيلتكم في علاج يميت اللذة الجنسية، فقد سمعتُ بعلاج يُدعى الكافور، فما رأي فضيلتكم في ذلك؟ أفيدوني أفادكم الله وجزاكم خيراً.

الجواب

شدة الشهوة وقوتها وخطرها قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) فينبغي لك أن تصوم ما تيسر، وتستعين بالله، ثم بالصوم، أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إذا استطعتَ ذلك، فإن لم تستطع فاتصل بالمختصين من الأطباء الذين لهم عناية بهذا الشيء؛ حتى يرشدوك إلى ما يعينك على حفظ نفسك، وعلى كف شهوتك عما حرم الله، هناك أدوية تضعف الشهوة، ولا تقطع الشهوة؛ لكن تضعفها إلى أن تأتي الأسباب التي تعين على قضائها في الحلال، فعليك بسؤال المختصين الذين لهم عناية بهذا الأمر، حتى يرشدوك إلى أسباب تعينك على كبح شهوتك، والحذر من طغيانها؛ بالأدوية النافعة التي لا تقطعها ولا تضرك؛ لكن تضعفها في وقت خاص وفي وقت معين؛ حتى يتيسر لك الزواج، وقضاء الوطر فيما أباحه الله سبحانه وتعالى، والصوم إذا أمكن فهو من أحسن وأفضل الدواء الذي أرشد إليه النبي عليه الصلاة والسلام.

وهنا نقطة ينبغي أن تُعْلَم وهي: الزواج الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، كثير من الشباب يتقاعس عن الزواج، ويعرض عن الزواج، وربما شجعه بعض زملائه على ذلك، تارة بالصبر حتى تنتهي الدراسة، وتارة حتى يجد وظيفة تقوم بحاله، وتارة كذا، وتارة كذا، وهذا خطأ.

والواجب البدار بالزواج إذا تيسر ذلك ولو من طريق أبيك، أو من طريق أخيك الكبير، أو من طريق أمك، أو من أي طريق تصل بها إلى الزواج، بادر بالزواج، ولا تنتظر انتهاء الدراسة، ولا تنتظر الوظيفة، ولا تنتظر وجود بيت سكني تملكه، ولا غير هذه الأعذار، بادر للزواج، والمتزوج يعينه الله، والله يقول سبحانه وتعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور:٣٢] فجعل النكاح من أسباب الغنى.

فعليك بالزواج والبدار إليه, ولا تؤجل إلى انتهاء الدراسة، أو إلى كذا، أو إلى كذا؛ بل إذا تيسر ذلك ولو من طريق والدك، أو من طريق أخيك، أو من طريق أمك، أو بأي طريق يحصل لك به ذلك، فلا تتأخر وبادر وسارع؛ لأن في هذا مصالح كثيرة منها: ١- غض بصرك.

٢- إحصان فرجك.

٣- تكثير النسل، وتكثير الأمة.

٤- أن الله جلَّ وعَلا سيغنيك بذلك، ويعينك بذلك على مصالح كثيرة.

ولا يخفى أيضاًَ أن الزواج فيه هدوء وسكن للنفس، وطمأنينة، فالله جعل المرأة سكناً للزوج: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم:٢١] فالأزواج جعلهن الله سكناً للزوج، وراحة له، وطمأنينة له، فإذا تزوج فقد استعان بشيء جعله الله له عوناً على الطمأنينة، والراحة، وسكن النفس، وراحة البال، فلا تؤخر هذا الشيء الذي جعله الله لك سكناً وعوناً على الخير، وسبباً لحمايتك مما حرم الله عزَّ وجلَّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>