للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ظاهرة انتشار الرقية مع أخذ المبالغ الطائلة عليها]

السؤال

كثر الذين يرقون الناس حتى اتخذها بعضهم مهنة وحرفة لا عمل له إلا هذا، وأقحم نفسه في هذا الأمر من لم يتميز عن غيره بعلم ولا صلاح، مع ما يأخذون من الناس من الأموال الكثيرة، وفي نفس الوقت الذي يقصر فيه بعض طلبة العلم، ويحجمون عن أن يكفوا أهليهم في هذا الجانب، فهل من تعليق على هذا الأمر مع بيان الحكم؟

الجواب

نعم.

هذه مسألة كثرت من الناس، ولعل من أسبابه: الحرص على المال، والتظاهر بأنه يحسن هذا الشيء، فيحصلون على المال بهذه الرقية، وقد نُبهت الداخلية على هذا، وقد شكلت وزارة الداخلية لجنة من العلماء فدرسوا الموضوع وأعدوا بياناً بهذا الشيء، وذكروا فيه الشروط التي ينبغي لمن توفرت فيه الشروط أن يسمح له بالرقية، وجاءتنا صورة منه، واقترحنا عليهم أن هذا لا نستطيع أن نكون نحن المسئولين في هذه المملكة، ولكن اقترحنا عليهم أن يكون هذا إلى الحاكم، وأن تعطى المحاكم صورة مما قررته اللجنة، وكل إنسان يريد الرقية ومعالجة الناس يرفع للمحكمة، والمحكمة تسأل عنه وتعرف حاله، ثم تأذن له إذا كان أهلاً لذلك أو تمنعه؛ لأن المحاكم والحمد لله منتشرة في المملكة، وهي أولى الجهات بأن تكون هي المسئولة عن هذا الشيء، وقد أكدنا على هذا أيضاً مرات في هذه الأيام، وأيضاً أكدنا أنها تبلغ للمحاكم، لأننا لا نستطيع أن نقوم بهذا في جميع المملكة، ونرى أن المحاكم لعل فيها -إن شاء الله- البركة والخير حتى تقوم بهذا الأمر.

وينبغي لمن عرف إنساناً لا يصلح أن يكتب عنه لوزير الداخلية أو نائبه، أو لنا، ونحن ننظر في الموضوع إن شاء الله؛ لأن من لا يصلح لا ينبغي أن يقر، والله المستعان.

السائل: جزاكم الله خيراً تتمة للسؤال: ما حكم الاحتراف؟ الشيخ: إذا كان عنده معلومات حسنة في الرقية، وله نية صالحة فلا بأس، فإن الصحابة لما جاءهم أصحاب اللديغ رقوه بجعل.

السائل: موضع السؤال عن الاحتراف، اتخاذ هذا الشيء والتفرغ له، هذا الآن هو الذي حصل فيه التوسع؛ لأنه يمكن أن يقرأ على مقدار كذا من الماء.

الشيخ: والله أنا لا أعرف لهذا أصلاً، أما كونه يقرأ في الماء ويعطيهم فليس فيه شيء.

السائل: كونه يقرأ من بعيد لا يقرأ بفيه من بعيد، أو يقرأ على كمية من الماء ثم يفرغه في قوارير ويبيعها وربما أنتم تعرفون أكثر مما أعرف.

الشيخ: بلغنا هذا، والرقية في الماء ليس فيها مانع.

السائل: بهذا الشكل يا شيخ؟ الشيخ: نعم.

السائل: وإذا كان بنية جماعة؟ الشيخ: إذا كانوا جماعة وسمعوا عنده وقرأ وهو ينوي لهم ووزعه عليهم فلا أعلم فيه شيئاً.

السائل: وإذا باع هذا المقدار الذي قرأ فيه بالعشرة أو العشرين؟ الشيخ: ينبغي فيه التسامح وعدم التكلف، وإذا كان المبلغ يسيراً فلا بأس، أو إذا كان المبلغ يسيراً عن جلوسه وتعطله لهذا العمل فالأصل فيه قصة اللديغ، وحديث: (إن أحق ما أخذتم عليه الأجر كتاب الله) .

<<  <  ج: ص:  >  >>