للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الانشغال بالدعوة مع التقصير في النوافل وغيرها]

السؤال

هل الانشغال بالدعوة والسعي في أمور المسلمين حجة للضعف في العبادة، وهجر القرآن، وترك النوافل، والتقصير في حقوق الأهل؟

الجواب

هذا يختلف بحسب حال الداعي إلى الله، إذا كان ذا علم وبصيرة، وليس هناك من يقوم مقامه بهذا الأمر، فهذا واجب عليه مقدم على النوافل، فقراءة القرآن نافلة، ونوافل العبادة نافلة، فإذا كانت النافلة تمنعه من هذا الواجب قدم الواجب، وإذا كان في بلد هو الذي يأمر وينهى، وإذا جلس يقرأ القرآن أو يتنفل الضحى، أو يتنفل قبل الصلاة، تعطل المنكر وما وجد من ينكره، قدم إنكار المنكر؛ لأنه واجب، فالمقصود هنا يختلف بحسب أحوال الناس، وإذا كان هناك من يقوم مقامه ويكفي عنه، فلا يعطل ما شرع الله من الرواتب، أو من الوتر، أو صلاة الضحى، أو قراءة ما تيسر من القرآن، يجمع بين هذا وهذا، لكن إذا تعارض واجب ومستحب قدّم الواجب.

السائل: وحقوق الأهل أحسن الله إليكم؟ الشيخ: وحق الأهل فيه تفصيل: إن كان واجباً فلا بد أن يقدم الواجب، وأما المستحب والنوافل والشيء الزائد فيقدم الواجب عليه، يقدم ما هو أهم من مصلحة المسلمين عليه، والجلوس عندهم الوقت الطويل، والمداعبة والمحادثة معهم، والأنس معهم مستحب، لكن إذا كان يضيع مصالح المسلمين العامة فهذا يقدم، أما أداء الواجب من كسوة، ومن حسن خلق، ومن جماع، ومن مبيت، فلا يعطله، ورعاية الأولاد كذلك حق واجب عليه، والله المستعان!

<<  <  ج: ص:  >  >>