للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أسباب عدم الخشوع في الصلاة وعلاج ذلك]

السؤال

سماحة الشيخ، جزاك الله كل خير.

هناك البعض يشتكون من عدم الخشوع في الصلاة، فما هو العمل الذي يجعل المرء يخشع في صلاته؟ وهل البكاء في الصلاة من ضمن ذكر الله في الخلاء؟

الجواب

الواجب على المؤمن أن يطمئن في صلاته، وألا ينقرها، قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون:١-٢] .

قال عبد الله بن أبي عامر، دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي قال: (رأيته يصلي، وله أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء) .

وكان الصدِّيق رضي الله عنه إذا صلى بالناس لا يُسمعهم من بكائه رضي الله عنه.

والمقصود أن البكاء من خشية الله أمر مطلوب في الصلاة وغيرها، ولا يضر الصلاة، وإذا أحس المؤمن من نفسه عدم خشوع فلينظر، فإن هذا نتج عن إعراض وغفلة حين الصلاة، فإذا ذهب للصلاة فليقبل عليها بقلبه، وليعلم أنه بين يدي الله، وأنه واقف بين يديه سبحانه وتعالى يرجو رحمته ويخشى عذابه، وليتفكر، وليتدبر كتاب الله، ولينظر فيمن هو واقف بين يديه، وهو الله سبحانه وتعالى، حتى يخشع في ركوعه وسجوده وقراءته وغير ذلك، وليحذر الغفلة والهواجس التي تعرض له في بيته وفي شئونه وشئون أولاده، وشئون دكانه، وشئون مزرعته، وليُقبل على صلاته، وليقطع هذه الوساوس وليبتعد عنها، وليجتهد غاية الاجتهاد في الإقبال على صلاته واستحضار عظمة الله عزَّ وجلَّ، وأنه قائم بين يديه، وأن هذه الصلاة عبادة عظيمة مفروضة عليه، حتى يقبل فيها بقلبه، وحتى يخشع فيها لربه، فهذه من الأسباب التي تباعده عن الأفكار الفاسدة، وعن الغفلة في صلاته والله المستعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>