للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كيفية صلاة المريض]

السؤال

بعض الناس الذين يمرضون، وتُعْمَل لهم عمليات، تأتي أوقات صلوات ولم يصلوا، فهل يقضونها أم لا؟

الجواب

هذا غلط من المرضى، بعض المرضى -كما ذكر السائل- لا يصلي، وهذا غلط، والواجب على المريض أن يصلي على حسب طاقته، إن كان يستطيع القيام صلى قائماً، وإذا لم يستطع القيام صلى قاعداً، وإذا لم يستطع القعود صلى على جنبه، وإذا لم يستطع على جنبه صلى مستلقياًَ، هكذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام، والله يقول: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:١٦] .

ولما اشتكى عمران بن حصين للنبي صلى الله عليه وسلم لمرض قال: (صلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلق) هذا ما يجب عليك يا عبد الله، ولا يجوز لك التأخير، تقول: أنا الآن مريض، وأنا لا أحسن الطهور، أو كذا أو كذا! لا.

صلِّ على حسب حالك، ولو بالتيمم ولو بالتعفُّر بالتراب إذا شق عليك الماء لمرض، أو ما تيسر لك الماء؛ لأن ما عندك أحد يلاحظك، ولم يتيسر من الممرضين أن يجيئوا بالماء، فعليك أن تصلي ولو بالتيمم.

وهكذا المرأة عليها الصلاة، إذا كانت مريضة، والصلاة تكون ولو لغير القبلة وأنت على السرير {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:١٦] ، يصلي على حسب حاله، إن تيسر له أن يتوضأ وأن يصلي إلى القبلة، فعلى ذلك وجب عليه ذلك، فإن لم يتيسر ذلك ولم يكن عنده من يلاحظه، صلى في ثيابه التي فيها النجاسة، وعلى فراشه، وليس عليه إلا ذلك.

{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:١٦] .

أما إذا تيسر له من ينظفه ويعتني به ويلبسه ثياباً حسنة للطهارة والصلاة، ويغسله من أوساخه، إذا تيسر له ذلك ويستطيع ذلك، ولا يشق على الإنسان المرض وجب عليه ذلك.

أما إذا كان الماء يضره ويزيده ألماً، فإنه لا يلزمه الماء، ولكن يؤتى له بتراب في إناء أو في كيس أو أشباه ذلك، ويضرب التراب بيديه، ويمسح وجهه وكفيه، وإن كان يعجز فيُضربُ له التراب بيديه ويُمسحُ بهما وجهه وكفاه ويكتفي بأمره هذا، ثم يصلي على حاله، فإن كان قاعداً صلى إيماءً، وإن لم يستطع السجود في الأرض صلى بالإيماء ويجعل السجود والركوع بالنية، ويخفض رأسه وظهره حسب طاقته، وإن كان لا يستطيع ذلك صلى قاعداً، ونوى الركوع والسجود، وأتى بالأذكار المشروعة في كل وقت، فيكبر ويقرأ في أول الصلاة، ويكبر ويركع بالنية ويقول: سبحان ربي العظيم، ويقول: سمع الله لمن حمده، ويرفع بالنية، ويقول: ربنا ولك الحمد، ويكبر ويسجد بالنية، وهو جالس أو على جنبه أو مستلقٍ بالنية، نية السجود والركوع، وقراءة التحيات، إلى غير ذلك، فيفعل أمور الصلاة بالنية والكلام إذا كان عاجزاً عن الحركة، سواءً كان قاعداً أو على جنبه أو مستلقياً، فينبغي أن نفهم هذا جيداً، وينبغي لكل منا أن يبلغ المرضى ذلك، والذي ترك ذلك بسبب اعتقاده أن هذا أولى، وأنه سيقضي بعد ذلك، فعليه القضاء بعد الصحة، يقضي ما ترك من الصلوات التي تركها، إلا إذا كان قد ذهب عقله، ولم يعرف ما فاته بسبب شدة المرض، أي: ذهب بعقله، كما يقع لكثير من المصابين بالدهس وأشباه ذلك، فإذا كانت الأيام كثيرة سقطت عنه الصلاة، أما إذا كانت يومين أو ثلاثة، بسبب الغشيان الذي أصابه؛ لأن هذا نوع من الإغماء، فإذا كان مدة يسيرة يقضي، أما إذا كانت مدة طويلة فحكمه حكم المجنون والمعتوه لا قضاء عليه.

السائل: ترتبيها كيف يكون؟ الشيخ: يرتب كما أمر الله، يبدأ بالفجر، ثم الظهر، ثم العصر، ثم المغرب، ثم العشاء، ثم الفجر، ثم الظهر.

وهكذا يرتبها.

السائل: والصلاة التي حلت عليه.

الشيخ: صلِّ الصلاة في وقتها واقضِ الفروض.

السائل: أصلي الوقت هذا؟ الشيخ: صلِّ ما تيسر قبلها، ثم صلِّها، ثم اقض الفروض.

<<  <  ج: ص:  >  >>