للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التعلق بالمخلوقات وتصديق ما لا يعقل]

السؤال

فضيلة الشيخ! رجل اشتهر بعلاج الأمراض وإجراء العلميات بدون جراحة، ويخبر الناس بما فيهم من الأمراض وظاهره الصلاح وأنه محافظ على الصلاة، ولا يطلب من الناس نقوداً، ولكن الناس تعلقوا به، وأعرف أناساً من هذه المنطقة يريدون السفر إليه وهو موجود في خارج هذه البلاد، فما حكم السفر إليه؟ وما تعليقكم؟

الجواب

يقولون: حدث العاقل بما لا يعرف، فإن صدق فلا عقل له.

ما أُخبرنا أن أحداً يشفي الله المرضى على يده بمجرد المس بيده إلا عيسى عليه السلام.

فأنا لا أصدق بهذا أبداً، وإن قدر أن الناس فتنوا به وحصل أن أحداً ذهب إليه وعالجه بدون عملية، فهناك شياطين تعمل له.

لو قال لنا أحد: هذه الشمس ليست شمساً، إنما هي لمبات مكونة ومجموعة وتضيء الأرض، فلن نوافقه على هذا، وأي إنسان له عقل بل أدنى ذرة من عقل لا يمكن أن يصدق أن رجلاً من بني آدم يؤتى إليه بمرضى يحتاجون إلى عمليات فيعالجهم بدون جراحة سبحان الله عجائب! وهذا مما ابتلي به الناس اليوم، وصاروا يعتمدون على غير ربهم عز وجل ويتعلقون بالمخلوق، فيصدقون بما لا يعقل.

فأقول للأخ الذي يريد أن يسافر: لا تسافر، ابق في مكانك واسأل ربك عز وجل، فالله على كل شيء قدير كم من أناس حفرت قبورهم، وجهز الماء لتغسيلهم، وجلبت الأكفان ليكفنوا فيها ولم يموتوا! لأن الله على كل شيء قدير، الذي أنزل المرض قادر على أن يرفعه ما لم يكن الأجل قد حل فلا فائدة ماذا قال زكريا حين بشره الله بالولد؟ وماذا قال الله له؟ {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنْ الْكِبَرِ عِتِيّاً} [مريم:٨] {قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً} [مريم:٩] من الذي أوجدك؟ إنه الله، فالله عز وجل قادر على أن يوجد لك ولداً، وأنا أقول للمريض: من الذي أمرضك؟ إنه الله، فالذي أمرضك قادر على أن يرفع المرض عنك، لكن الله تعالى يقول: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} [الطلاق:٣] ولا بد أن أمره يبلغ مكانه: {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} [الطلاق:٣] قد يكون الله عز وجل قدر أن هذا المرض هو المرض النهائي، والدعاء حينئذٍ يكون رفعة للدرجات، وقد يكون الله قدر أن هذا المرض لا يزول إلا بدعاء فلان أو فلان فيدعو الله ويبرأ.