للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (إنه لقول فصل)]

قوله: {إِنَّهُ} [الطارق:١٣] أي: القرآن {لَقَوْلٌ فَصْلٌ} [الطارق:١٣] فوصفه الله بأنه قول.

قول من؟ قول الله عز وجل، فهو الذي تكلم به وألقاه إلى جبريل، ثم نزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أضاف الله القرآن قولاً إلى جبريل وإلى محمد عليهما الصلاة والسلام فقال تعالى عن الأول: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} [التكوير:١٩-٢١] وقال عن الثاني -وهو الرسول صلى الله عليه وسلم-: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ} [الحاقة:٤٠-٤١] .

ففي الأول أضاف القول إلى جبريل؛ لأنه بلغه عن الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وفي الثاني أضافه إلى محمد؛ لأنه بلغه إلى الناس، وإلا فإن الذي قاله ابتداءً هو الله سبحانه وتعالى.

{إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ} [الطارق:١٣] فصل: يفصل بين الحق والباطل، وبين المتقين والظالمين، بل إنه فصل، أي: قاطع لكل من ناوأه أو عاداه، ولهذا نجد المسلمين لما كانوا يجاهدون الكفار بالقرآن نجدهم غلبوا الكفار وقطعوا دابرهم، وقضى بينهم، فلما أعرضوا عن القرآن هُزموا وذُلوا بقدر بعدهم عن القرآن، فكلما ابتعد الإنسان عن كتاب الله ابتعدت عنه العزة، وابتعد عنه النصر، حتى يرجع إلى كتاب الله عز وجل.