للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحكمة من وقوع الكوارث]

فضيلة الشيخ! ذكرت أن يوم القيامة تشقق الأرض، وتسطح الأرض، فهل تشقق الجبال في البراكين تعتبر من التسطح أم لا؟

لا.

انشقاق الأرض بالبراكين هذه تعتبر من عذاب الله عز وجل، فهي تشبه الزلازل، والزلازل من عقوبات الله لا شك في هذا، فهي إنذار وتحذير للذين وقع بهم هذا البركان، وكذلك لغيرهم؛ لأن الذي شق الأرض حتى خرج منها هذا البركان قادر على أن يشقها في أي مكان، ولذلك يجب علينا ألا نقول: هذه أمور طبيعية، بل نقول: هذه أمور كونية قدرية، قدرها الله عز وجل وأراد أن يري العباد آياته حتى يتذكروا ويرجعوا إلى الله، لكن مع الأسف لقلة معرفتنا بالله عز وجل وخوفنا منه تمر بنا هذه الأشياء مر الرياح، وكأنها لا شيء، مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى سحاباً أو غيماً صار يدخل ويخرج ويتغير، وجهه ويقول: (ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب، قد عذب قوم بالريح) .

فالحاصل أن هذه البراكين تعتبر عقوبة من الله عز وجل وإنذار وتخويف، فعلى المؤمن أن يتعظ بها ويخاف، كما أن الفتن التي تقع -أيضاً- بين الناس من حروب وغيرها هي -أيضاً- عقوبات، كما قال الله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام:٦٥] وفي هذين قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أعوذ بوجهك) أي: أن ينالنا شيء من فوق أو من تحت؛ هذا لا يمكن التخلص منه، قال: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً} [الأنعام:٦٥] يجعلكم متفرقين {وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام:٦٥] فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (هذه أهون) مع أنها عظيمة؛ كون الإنسان يقابل الرجل الذي هو مثله ويقتله، ويستبيح بذلك ماله وعرضه وأهله، هذه عظيمة، لهذا نقول: يجب علينا أن نتعظ بما يحصل من آيات الله الكونية التي لا صنع لنا فيها ولا قدرة، وأن نتعظ بما يحدث بين الناس من الفتن، فإن الذي قدر الفتن في أرض مطمئنة ساكنة من قبل قادر على أن يقدرها في أرض أخرى، وينقل هذه الفتنة إلى أرض أخرى، فالواجب أن نتعظ بهذه الآيات وألا تمر علينا مر الرياح.