للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفسير قوله تعالى: (ونزلنا من السماء ماءً مباركاً فأنبتنا به جنات وحب الحصيد)

يقول تعالى: {وَنَزَّلْنَا} [ق:١١] ، لأن المطر ينزل شيئاً فشيئاً، وربما يُعَبر عنه بـ (أَنْزَلَ) ؛ لأنه تجري به الأودية والشعاب.

وقوله: {مِنْ السَّمَاءِ} [ق:٩] ، أي: من العلو؛ لأن هذا المطر ينزل من السحاب، وليس من السماء التي هي السقف المحفوظ؛ بدليل قوله تعالى: {وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [البقرة:١٦٤] إذاً هو ينزل من العلو، والحكمة في إنزاله من العلو ليشمل قمم الجبال، ومراتع الإبل، والسهل، والأودية؛ لأنه لو جاء يمشي سيحاً على الأرض ما وصل إلى قمم الجبال، ولكن الله عز وجل جعله من فوق.

وقوله: {مَاءً مُبَارَكاً} [ق:٩] من بركته أن الله ينبت {بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ} [ق:٩] (الجنات) هي: البساتين كثيرة الأشجار، وسُمِّيَت البساتين كثيرة الأشجار جنات لأنها تَجِنُّ، أي: تستر ما تحتها، وكل بستان ذو شجر ملتف بعضه إلى بعض يسمى: جنة.

وأما قوله: {وَحَبَّ الْحَصِيدِ} [ق:٩] أي: الزروع التي تُحصد، فذكر الله هنا الأشجار والزروع، فمن الأشجار تُجَذُّ الثمار، ومن الزروع تُحْصَد الحبوب.