للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (وكل صغير وكبير مستطر)]

قال تعالى: {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ} [القمر:٥٣] كل صغير مما يحدث في هذا الكون من المخلوقات وأوصافها وأعمالها مستطر أي: مسطر في الكتاب العزيز، اللوح المحفوظ، كل صغيرٍ وكبير، حتى الشوكة يشاكها الإنسان تكتب، حتى ما يزن مثقال ذرة من الأعمال يكتب، كل صغيرٍ وكبير إذا آمنت -يا أخي- بذلك، ويجب عليك أن تؤمن به، فإنه يجب عليك الحذر من المخالفة، إياك أن تخالف بقولك أو فعلك أو تركك، إياك أن تخالف؛ لأن كل شيءٍ مكتوب، قال الله عز وجل: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:١٨] وما يفعل من فعل كذلك؛ لأنه إذا كانت الأقوال تكتب وهي أكثر بآلاف المرات من الأفعال، فما تنطق به من حرف لا يسعها، كم تفعل من فعل؟ أقل، لا يحصر لكن قليل بالنسبة للقول، فإذا كانت الأقوال تكتب فالأفعال من باب أولى.

عليك أن تتق الله عز وجل اتق ربك لا تخالف الله، إذا سمعت الله يقول شيئاً خبراً، فقل: آمنت به وصدقت.

وإذا سمعت الله يقول شيئاً أمراً، فقل: آمنت به وسمعاً وطاعة.

أو نهياً؛ فقل: آمنت به وسمعاً وطاعة.

فاترك المنهي عنه، وافعل المأمور به، وهذه نصيحة.

(كل صغيرٍ وكبيرٍ مستطر) الحركات مكتوبة، حروف الأقوال مكتوبة، كل شيءٍ مكتوب.