للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كفر تارك الصلاة بالكلية]

هل يفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (خمس صلواتٍ كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئاً فله عند الله عهدٌ أن يدخله الجنة، ومن لم يأتِ بهن فليس له عند الله عهدٌ أن يدخله الجنة إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة) إن تارك الصلاة تحت مشيئة الله تعالى، وهل الصلاة شرطٌ في صحة الإيمان؟

لا يفهم منه ذلك؛ لأن الحديث الذي أشرت إليه قال: (فمن أتى بهن وأتم ركوعهن وسجودهن وخشوعهن) أي: ومن لم يأت بهن على هذا الوجه، يجب أن يحمل الحديث على هذا؛ لوجود أحاديث أخرى صريحة في أن تارك الصلاة كافر، وطريقة الراسخين في العلم ألا يتبع المتشابه المحتمل ويدع الشيء الواضح، فما دام عندنا شيء واضح في أن تارك الصلاة كافر، فإننا نحمل ما يمكن أن يعارضه أو لا يعارضه نحمله على الوجه الذي لا يعارضه حتى تبقى النصوص كلها محكمة.

وأما هل العمل شرط في صحة الإيمان؟ فنقول: العمل منه شرط الإيمان، ومنه ما ليس بشرط، فالصلاة فعلها شرط في أصل الإيمان وليس في كماله، فمن لم يصل فهو كافر كفراً مخرجاً عن الملة.