للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (وأنزلنا معهم الكتاب والميزان)]

قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ} [الحديد:٢٥] (وأنزلنا معهم الكتاب) المراد به: الكتب، فهو اسم جنس، لأن موسى عليه السلام نزلت عليه التوراة، وعيسى الإنجيل، وداود آتاه الله زبوراً، وإبراهيم آتاه الله صحفاً، فالكتاب هنا اسم جنس يشمل الكتب كلها، ما من رسول إلا ومعه كتاب فيه الأمر والنهي، والخبر والقصص، وغير ذلك مما تقتضيه الحال.

(والميزان) يعني: العدل، كما قال الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ} [النحل:٩٠] العدل الذي توزن به الأشياء في كل شيء، حتى في الموازنة بين الأصنام ورب العباد، انظر إلى قول الله تعالى: {آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} [النمل:٥٩] يوازن (آلله خير أما يشركون)

و

الله خير، هذا عدل: {قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} [البقرة:١٤٠] وأشياء كثيرة فيها العدل؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئاً، فأحكامه كلها عدل، وأخباره كلها أصول، ولهذا قال: (الميزان) وقد استدل العلماء رحمهم الله بهذه الآية: على أن القياس دليل شرعي، وهو حق، القياس في الأحكام الفقهية دليل شرعي لا إشكال فيه، وله أدلة ليس هذا موضع ذكرها.