للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (إنما النجوى من الشيطان)]

ثم قال تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ} [المجادلة:١٠] أي: من أوامره، أي: هو الذي يأمركم بالإثم والعدوان ومعصية الرسول لماذا؟ {لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} [المجادلة:١٠] أي: يلحقهم الحزن في نفوسهم، ولكن هل هذا يضرهم؟

لا يضرهم، ولهذا قال: {وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [المجادلة:١٠] كل الأسباب يبطلها الله عز وجل إذا شاء، وإذا شاء نفذ قدره فيها، فهؤلاء الذين يتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول ليحزنوا الذين آمنوا لن يضر المؤمنين نجواهم إلا بإذن الله، ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لا يتناجى اثنان دون الثالث -أي: إذا كانوا ثلاثة لا يتسامع اثنان من دون الثالث- من أجل أن ذلك يحزنه) ومثله إذا كانوا ثلاثة واثنان منهم يعرفون لغة غير عربية والثالث لا يعرف هذه اللغة فلا يجوز أن يتحدث بعضهم إلى بعض باللغة التي لا يعرفها الثالث لأن ذلك يحزنه، وهذا من عمل الشيطان، نسأل الله العافية.

قال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [المجادلة:١٠] أي: يجب على كل مؤمن أن يتوكل على الله عز وجل، وإذا توكل على الله فهو حسبه لن يضره أحد.

اللهم نسألك التوكل عليك وصدق الإيمان بك إنك على كل شيء قدير.