للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (وإذا قيل انشزوا فانشزوا)]

قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا} [المجادلة:١١] وهذه أشد من الأولى، يعني: إذا قيل: قوموا عن هذا المكان قوموا، لكن هذا لا يكون إلا ممن يدير المجلس؛ لأن له إمرة وسلطة، أما الداخل فلا، لا يحل له أن يقيم أحداً من مكانه ويجلس فيه لنهي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك، لكن لو رأى من يدير الجلسة أن يقيم فلاناً ليجلس فلان، فلا حرج ولكن لا يفعل هذا إلا لمصلحة راجحة؛ لئلا يقع في قلب الذي قيل له: (انشز) شيء وربما يغضب ويغادر المجلس.

الخلاصة الآن: في هذه الآية دليل على أن الإنسان إذا قيل له: تفسح فليفسح، وأن ثوابه أن الله يفسح له في دينه ودنياه وفي قبره.

(إذا قيل انشزوا) يعني: قوموا فليقوموا، ولكن هذا إنما يكون من الذي يدير الجلسة كصاحب البيت -مثلاً- أو من ينوب منابه، وقد قال الله عز وجل: {وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ} [النور:٢٨] .