للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم غسل الجمعة، وبيان ضعف حديث: (من توضأ فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل)]

السؤال

ذكرتم أن غسل الجمعة واجبٌ، وجاء في حديث: (من توضأ فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل) ألا يصرف هذا الأولَ من الوجوب إلى الاستحباب؟

الجواب

يقول الشاعر:

كناطحٍ صخرة يوماً ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

الوعل ينطح الصخرة لكي يفتتها، وما الذي تكسر؟ قرن الوعل، فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل، هذا الحديث بارك الله فيكم حديثٌ مرسل، وفي صحته إلى الرسول نظر، ثم إن أسلوبه ليس عليه الطلاوة؛ طلاوة الكلام النبوي: (من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل) أنت إذا سمعت كلام الرسول عليه الصلاة والسلام، ولاسيما إذا كنت تكثر من قراءة الأحاديث النبوية تجد له رونقاً وطلاوة ليس كهذا الكلام، فالحديث هذا ضعيف، ولا يمكن أن يقاوم حديث أبي سعيد الذي أخرجه الأئمة السبعة بلفظٍ صريحٍ واضح: (غسل الجمعة واجب على كل محتلم) وعلى هذا فلا تعارض بين الحديثين لعدم مقاومة الحديث حديث سمرة السابق ذكره لحديث أبي سعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>