للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[توقير العالم بعدم الاعتراض عليه]

الحمد لله رب العالمين، له الحمد الحسن، والثناء الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يقول الحق وهو يهدي السبيل، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

قال تعالى: {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا} [الكهف:٧٠] هذا توكيد من الخضر أن ما سيفعله يأباه أي عاقل يحكم على ظاهر الأشياء، فقال له: اتبعني بشرط ألا تعترض على ما أفعل.

وهنا سؤال بمناسبة هذه الآية، وهو: أننا ذكرنا أن من احترام المتعلم للعالم أن يوقره ويحترمه ولا يكثر من الاعتراض عليه، فهل إذا فعل العالم شيئاً منكراً على الظاهر يجوز الاعتراض عليه؟ وهل الاعتراض عليه يعد سوء أدب مع العالم؟ الجواب يحتاج إلى تفصيل: المنكر في الأمر طريقة الصوفية، أن يقول الشيخ للمريد: (كن بين يدي الشيخ كالميت بين يدي المغسل) ، وهذا كلام مرفوض بأن ألغي العقل تماماً، فهذا لا يقوله أحد.

ونحن عهدنا في مجالس كبار العلماء أنه كان يعترض التلميذ على شيخه ولكن بأدب، فلا مانع من الاعتراض لأن العلم لا يكون إلا بهذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>